كـأس الـعـالـم . . كـتـلـة ولـيـس مـقـيـاس !!

  

- 

- 

كـأس العـالم . . كُـتـلـة وليس مقيـاس !!

 

يختلف عشاق كرة القدم حول العالم في تحديد مقاييس الأفضلية وكيفية قياس الأسطورية في كرة القدم

فـ البعض يقيم بالأداء والبعض يقيس بالأرقام والبعض يتخذ الألقاب والبطولات والإنجازات مقياساً له

 

ومن المهم القول أنه لا يوجد خطأ ولا صواب في وضع المعايير واختيار الاساطير . . ولكن يوجد منطق

ويوجد عدل ويوجد انصاف . . بعيداً عن اختيارات الميول وما تفرضه العواطف غالباً في هذه المواقف

 

وعندما نسلّط الضوء على بطولة يعتبرها الكثيرون وبشكلٍ أعمى " مقياساً " لأسطورية اللاعب . . سـ

نجد الكثير من التناقضات حولها ؛ وهذا لا يقلل من قيمة البطولة ولكن يُرخص كثيراً من قيمة المقياس

 

ولعلّنا نعطي مثالاً عندما نذكر " ماتيرازي " أحد أبطال مونديال 2006 مع إيطاليا . . ونقارنه بـ الأسطورة

الدفاعية والصخرة الإيطالية " باولو مالديني " . . وكيف يتضح لنا عُقم مثل هذه المقاييس وعدم إنصافها !

 

وحتى لا يُفسر حديثي ويؤخذ مفهومي على أنه تقليل من بطولة كأس العالم وقيمتها . . ورغم أنني لا أضع

بطولة أو لقب كـ مقياس للأسطورية ؛ لكن بلا شك هي بطولة لها ثقلها ووزنها في CV أي لاعب توّج بها

 

 

 

أضواء مسلّطة . . ونجوم تحت المجهر !!

 

 

 

 وبالحديث عن " كأس العالم " كـ معيار ومقياس للأسطورية . . وكما أن هناك أسماء عديدة كانت

ضحية لهذا المقياس . . فـ إن هناك أسماء أخرى سـ تبرز وتكبر وتعظم بهذا المقياس أيضاً . .

دعونا نسلّط الضوء على " هولندا 2014 " ونتخيّل أن تكون بطلة العالم في مونديال البرازيل . .

ونأخذ مقياس الأسطورية هذا ونطبقه على أسماء مثل ( روبين ) أو ( فان بيرسي ) أو ( شنايدر )

ثم نستعيد ذكرى وأسماء أسطورية في هولندا لم تحقق كأس العالم كـ ( كرويف ) و ( فان باستن )

وهل يمكن أن نفضّل عليهم هذه الأسماء ؟! لمجرّد أنها تملك " ميدالية الذهب " من أكبر بطولات الفيفا

 

أو دعونا نرى مسيرة الحارس الفرنسي المتألق ( بارتيز ) في كأس العالم ونقارنها بـ ( فان دير سار )

أو بالكبير الألماني ( أوليفر كان ) . . هل يمكن أن ينال وينتزع منهما الأفضلية والأسطورية بسبب هذا ؟

 

في المقابل نجد أن هذا المقياس " عائب " . . إذ أن الهداف التاريخي لهذه البطولة ( كلوزه ) في نظر

الكثيرين ليس أسطورة ولا أسطورياً . . رغم أنه قدم في هذه البطولة ما لم يقدمه أساطير فازوا بها !

 

وقد سبق وذكرت أن مسيرة اللاعب مع منتخبه في الغالب لا تتجاوز20% من مسيرته الرياضية . .

 فـ كيف نسلّط الضوء ونقيس الأسطورية على " خًمس المسيرة " ونتجاهل الـ 80% الباقية منها ؟ !

 

 

 

كأس العالم : قيمة معنويّة . . مناسبة تاريخيّة . . ونداء وطن !

 

 

 

 مما لاشك فيه أن بطولة كأس العالم لها أثرها وتأثيرها الخاص للجميع ونخص " اللاعبين " بالذكر . .

ونستذكر بهذا تصريح ليونيل ميسي الذي قال أنه على استعداد للتنازل عن كل ما حقق مقابل الفوز بها

أن تلعب كأس العالم . . فهذا يعني أنك تمثّل وطنك دون عقد ولا مقابل ! وتخوض المنافسات وتلعب التحديات

قبل المباراة تردد النشيد مع الملايين وأثناء المباراة تحمل أحلام الملايين وبعد المباراة تسعد أو تبكي الملايين

 

القيمة المعنوية التي يشعر بها اللاعب الذي يمثل منتخبه . . لا تقل عن ذاك الجندي الذي يدافع عن أرضه

وذلك الألم . . وتلك الدموع التي تنهمر من أعين اللاعبين . . تجسّد كل معاني الوطنية وكل مفاهيم الانتماء

 

 

 

وحين نقارن فنياً بين " كأس العالم " وبين " دوري أبطال أوروبا " . . فإنه لا يمكن أن يتفق عاقل على أن

المونديال أقوى من الأبطال . . والحديث هنا لا يشمل الإثارة أو التشويق أو الجماهيريه ؛ بل القيمة الفنية !

 

في بطولات الأندية تتغير أشكال وعناصر الأندية بـ مرونة كبيرة ! فـ هناك عقود وأموال تتحرك في السوق

في بطولات الأندية هناك ذهاب وإياب لهذا فـ فرصة العبور بالحظ تكاد تكون ضعيفة جداً مقابل اللقاء الواحد

 

فـ من المعروف أن بطولة دوري أبطال أوروبا أو حتى بطولة الدوري المحلي . . تعتمد على نظام الذهاب

والإياب وعلى الارض وبين الجماهير ! بعيداً عن الارض المحايدة واللقاء الوحيد الذي قد يخلق مفاجئات !

 

 وبعيداً عن هذا كله . . فإن كأس العالم ( بطولة الـ 4 سنوات ) تعطي وتضيف نكهة خاصة مختلفة تماماً

عن المنافسات الموسمية مهما كانت أقوى وأفضل وأشرس ومهما كان البطل فيها أجدر بالعبور والوصول

 

 

ليويل ميسي . . الـحـدث والحـديـث والمـسـألـة !!

لطالما أحببت أن أشبه ميسي بـ المتنبي وأن اسميه بـ ( أبو الطيّب المتمسّي ) كنايةً بـ صاحب هذا البيت :

( أنـام مـلـئ جـفـونـي عـن شـواردهـا ** ويسهر الخـلـق جـرّاهـا ويختصمُ )

اللاعب الذي يسهر الأعداء لزلاته ويسهر المحب دفاعاً عنه . . هُم يتخاصمون في أمسه وهو يحلم في غده

ورغم كل ما حقق ميسي من إنجازات يقارع بها نجوماً وأساطير . . فلا يزال يرغب بالمزيد ويستعد للمقايضة

 

كأس العالم . . بطولة لم تفارق هاجس ليونيل ولم تغب يوماً عن أحلامه ولا عن كونها دوماً نصب عينيه !

تلك البطولة التي يعتبرها البعض " رهينةً " لأسطورية ميسي . . دون ميداليتها الذهبية ؛ سـ يدفنون إنجازه

 

 

وقد سبق وذكرت أن خسارة ميسي للمونديال سـ تبقيه أسطورة !  فـ مستوياته واستمراريته وإنجازاته

وألقابه وأرقامه وجوائزه وتتويجاته . . حتماً سـ تخلّد ذكراه . . وتنحت اسمه في سجلات التاريخ !!

 

أما فوز ميسي بالكأس . . فهذه قضية أخرى وتلك لحظة استثنائية في كرة القدم . سـ تتوّج ميسي وتنقله

من مرحلة الأسطوريّة إلى كونه أول " مسلّمة " في تاريخ اللعبة . . حين يبلغ الكمال الكروي ويتجاوز القمة

 

وعموماً . . من يملك (4 كرات ذهبية) و(3 أحذية ذهبية) وأكثر من (20 لقب) وأكثر من (50 رقم قياسي)

وقبل هذا كله . . من يملك تلك الموهبة وهذا الأداء وهذه السرعة وهذا المستوى وتلك الطريقة وهذا الستايل

 

لا يمكن أن يشكك أحداً بـ أن تلك الموهبة الإلهيه . . يمكن أن تقارن بـ بقية المجتهدين ؛ وأن تلك الهبة

لا تصنّف ضمن الأساطير والاستثنائيين في كرة القدم . . إلا من أعماه الحسد . . واغرقته احقاده وكراهيته

 

تتويج ميسي بـ " كأس العالم " سـ يسد كل فجوة يمكن أن يستغلها الكاره ليُقلل منه . . ويبرر ويشكك به !

ولا يوجد حتى الآن لاعب استطاع أن يسد الفجوات جميعها . . مهما كان اسمه ومهما عظم انجازه وكبر .

 

مارادونا وبيليه والظاهرة وكرويف وفان باستن ورونالدينهو وزيدان ومالديني والقائمة تطول . .

 لكلٍ منهم ما يعيبه حين نفتش عن العيوب . . ولكلٍ منهم مزاياه حين نريد أن نُظهر تلك المزايا ! 

 

 

 

وما يفصل ميسي عن الكمال وانهاء الجدال . . " 3 مباريات في المونديال " 

 

 

عدا ذلك . . سـ يظل " الأسطورة " التي لها عيوب ومزايا كـ غيرها !!

،،

،

 

 

 

 

هكذا . .

 

بإمكانك أن تدخل " مــوسـوعـة غـيـنـيـس "

بـ صعــودك " أعـــلــــى الـــقــــمـــــم " !!

،،

،

أخـوكم / سعـــود