الاثنين، 6 يوليو 2015

" ميسي كتاب . . والبقيّة عناوين "

  



-




-




 " ميسي كتاب . . والبقيّة عناوين "

http://isportsweb.com/wp-content/uploads//2014/07/hh.jpg 

لو طرحت سؤالاً : " ماذا تعرف عن مارادونا وبيليه ؟ " . . فإني لا أشكك بأن الإجابة ستأتي "قصيرة"
تشمل أبرز الإنجازات والأرقام والمسميات ،، فيما لا يتجاوز "بضع" جمل تلخص أسطورية هؤلاء !!

ولو طرحت سؤالاً آخر : " ماذا تعرف عن ميسي ؟ " . . فإني مؤمن بأن الإجابة ستأتي "مطولة"
لأننا ببساطة نتحدث عن أسطورة حية ،، عشناها وعاصرناها وشهدنا منها أدق تفاصيلها وأدناها .

لهذا عندما يأتي دور القارئ ليسأل : " لماذا اخترت هذا العنوان ؟ " فـ ببساطة ،، لأننا نعرف الكثير
عن " ليونيل ميسي " بينما نجهل الكثير عن أساطير آخرين لم نعايش جيلهم وأيامهم وعصرهم !!

في هذا المقال سـ أتحدث عن عدة أحداث وعناوين نعرفها في كرة القدم ،، لكن هناك أمور قد تخفانا
أو لا نفكر بها بالطريقة المثلى ،، أو لا نقيس عليها بالشكل السليم ،، ولا نحكم عليها بالأسلوب الصحيح

مؤمن أن الإختلاف في كرة القدم طبيعي ،، ولكن يهمني قبل الإختلاف أن تكون هناك معرفة تامة وحاضرة
وألا تكون الأحكام الرياضيّة ،، مبنيةً على عنوان صحيفة أو تغريدة مغرد أو قول قائل . . فلا نريد "توابع"


 


مارادونا الأرجنتين : إعجازي . . ولكن !!



https://idolware.files.wordpress.com/2010/07/maradona.jpg 



" البداية . . ومونديال الشباب "

FIFA World Youth Championship Japan 1979


تشكل مشاركات مارادونا مع المنتخب الأرجنتيني ما يقارب 14٪ فقط من مسيرته الكروية كاملة
كانت بداية الرحلة في عام 1979 "مونديال الشباب" عندما استضافت دولة " اليابان " البطولة .

توّج مارادونا - صاحب الـ 19 عاماً - بالبطولة العالمية بعد أن فازوا على السوفييت بـ (3-1) 
لكن مارادونا لم يكن الاسم الوحيد الذي برز في تلك البطولة ، حيث نافسه زميله "رامون دياز"

وتقاسما الاثنان جوائز البطولة ، حيث توج دييغو بالكرة الذهبية كـ "أفضل لاعب في البطولة"
بينما في الجانب الآخر ،، توج زميله دامون دياز بالحذاء الذهبي . . كـ "هداف مونديال الشباب"




" بطولات الكوبا . . فشل وخيبة أمل "

http://cdn.c.photoshelter.com/img-get2/I0000LTPWTdyCBfI/fit=/fill=200x200/g=G0000SahhStDHph4/I0000LTPWTdyCBfI.jpg

شارك الأسطورة مارادونا في 3 نسخ من الكوبا (1979 - 1987 - 1989) ولم يكتب لدييغو
الكثير من النجاحات في تلك المشاركات حيث كانت الأكثر تشريفاً هو نيل المركز الثالث في 1989

في بطولة 1979 شارك دييغو في البطولة في نفس العام الذي شارك فيه في مونديال الشباب
إلا أن الفارق كبير بينهما ،، حيث كانت الأرجنتين (متذيلة) المجموعة وودعت البطولة مبكرا
رغم أن الأرجنتين كانوا أبطالاً للعالم في 1978 (أي قبل إقامة البطولة بعام واحد) .

 * سجل مارادونا هدف واحد وبلا أسيست في بطولة 1979

في بطولة 1987 كان من الغريب أن تخسر الأرجنتين ويخسر دييغو اللقب وقد كان جيلاً
قد توّج قبل عام بمونديال المكسيك 1986 . لكنهم فشلوا وخرجوا بالمركز "الرابع" حينها
* سجل مارادونا ثلاث أهداف وبلا أسيست في بطولة 1987
 
في بطولة ١٩٨٩ حيث نالت الأرجنتين بقيادة مارادونا أفضل نتائجها في الكوبا ،، وهو
الحصول على المركز الثالث . لتكون المشاركة الأخيرة له في تلك البطولة والمنافسة !!

* لم يسجل مارادونا أي هدف ويملك 1 أسيست في بطولة 1989

 
 " الإطلالة الموندياليّة الأولى . . 82 "

http://www.geocities.ws/Colosseum/Park/8885/Mara86Dri3.jpg

أول مونديال شارك فيه مارادونا كان مونديال إسبانيا عام 1982 ،، حيث مثل منتخب بلاده
وهو حامل اللقب للبطولة المونديالية السابقة ،، والتي استضافتها بلاده في عام 1978 .

شارك مارادونا في البطولة الأولى ومعه ما يقارب "12 لاعب" من الجيل السابق المتوج
باللقب ،، ما جعل صاحب الـ 22 عاماً في احضان أبطال وأصحاب خبرة وتجربة ونجاح !

لم تكن الأرجنتين عموماً على قدر التطلعات ،، حيث لم تقدم نتائج تليق بحامل لقب المونديال .
حيث تجاوزوا الدور الأول (المجموعات) وخرجوا من مجموعات الدور الثاني مع إيطاليا والبرازيل

 وعلى الصعيد الشخصي ،، فـ إن مارادونا لعب ما يقارب 445 دقيقة في البطولة ،، سجل هدفين
وطُرد في مباراة البرازيل بعد تصرف عنيف في آخر الدقائق قبل أن يودع رفاقه البطولة !!

 ونستطيع إجمالاً أن نقول أن إطلالة مارادونا الأولى لم تكن تنبئ عن بزوغ أسطورة عُظمى ،،
كانت تجربة جيدة قياساً بالظهور الأول ،، ولكنها في مستوى أقل من كثير من النجوم حينها !



" مونديال المعجزة . . 86 "


http://blog.hihostels.com/wp-content/uploads/2013/10/Maradona_Estadio_Azteca.jpg


لن أسرد الإعجاز الذي حصل في مونديال 86 من مارادونا ،، سـ أدخل مباشرةً في رأيي المتواضع ،،
لأقول أن ما قام به دييغو في مونديال المكسيك ،، من الصعب جداً أن تتكرر "كيفيّته" في مونديال آخر

لكني مؤمن بفكرة (بعيداً عن الوصف المجازي) بأنه لا يوجد لاعب قادر على حسم بطولة لوحده أبداً !!
وهذا ينطبق أيضاً على بارسا ميسي أو برازيل بيليه أو أياكس كرويف وغيره من العناوين المقروءة .

 يُقال أن منتخب الأرجنتين هو "مارادونا" وهذا غير عادل ،، رغم أني أتفق مع فكرة أن مارادونا أعظم
لاعب كـ (موهبة وإمكانيات) ارتدى قميص الأرجنتين ،، بجانب ليونيل ميسي زميل الموهبة الإلهية !!

الأرجنتين كانت بطلة العالم "1978" قبل أن يرتدي مارادونا قميص الأرجنتين لأوّل مرة ،، وكانت
أيضاً تملك "12 لقب" لبطولة (كوبا أمريكا) . لذلك تاريخهم لم يكن صغيراً كما يصوّر ويتصور البعض

وبالحديث عن الأرجنتين ،، فـ كم شخص اليوم يعرف اسم وتاريخ "ماريو كيمبس" ؟ القليل جداً جداً .
هذا الرجل كان هداف الأرجنتين في مونديال 78 وقادهم لأول لقب مونديالي وفاز أيضاً بأفضل لاعب !!

وبعيداً عن الأرجنتين ،، فإن الإيطالي روسّي قام أيضاً بدور البطولة في مونديال إسبانيا "82" . .
حيث قاد إيطاليا للقب المونديال ،، وكان هو الآخر أفضل لاعب في البطولة وهداف البطولة أيضاً !!

ولذلك فإن مونديال دييغو "86" لم يكن إعجازياً لأنه قاد منتخبه للقب ،، فـ قد سبقه أرجنتيني بهذا
وسبقه غيره ولحقه غيره بهذا الإنجاز ،، وبل وأضافوا لأفضليتهم لقب "الهداف" لرصيد المسيرة .

مارادونا كان إعجازياً بـ "موهبته وأداءه" في الملعب ،، وهذا هو المقياس الأبرز لأفضليّة اللاعب 
دون إنكار المقاييس الأخرى الهامة ،، ولكن بعقلانية دون تفصيل لأسطورة أو تقييد يمنع أسطورة .



" مونديال 90 و 94 . . النهاية "

 
http://estaticos03.elmundo.es/mundial/2006/albumes/2006/05/26/balones_divididos/1148651413_extras_albumes_0.jpg


في مونديال "90" كادت الأرجنتين أن تعيد كتابة التاريخ بإحرازها لثاني مونديال على التوالي
 وثالث مونديال من أصل 4 مونديالات أقيمت في الفترة مابين (79-90) لولا الخسارة من الألمان

وبالحديث عن مارادونا تحديداً ،، فـ إنه وصل إلى النهائي دون أن يسجل أي هدف ،، بل إنه أيضاً
أضاع ركلة ترجيح ضد "يوغسلافيا" كادت أن تهدد مسيرة الأرجنتين من "ربع نهائي" البطولة 

وأنا لا أقول هذا تقليلاً من أسطورة لا تقبل التشكيك والتقليل ،، ولكن أريد أن أظهر دور الزملاء
أيضاً في عهد مارادونا حيث لم يكن يلعب لوحده ويحسم لوحده لكنه كان تماماً كـ ميسي ، أفضلهم! 

الحظ والتوفيق والزملاء والطاقم التدريبي ،، كلهم جزء لا يتجزأ من أي إنجاز ونجاح يُكتب لفريق ،،
بجانب طبعاً نجم الفريق والذي يظهر كـ حاسم ويكون تأثيره أكبر من غيره . لكن أن تنسب له وحده ؟ لا .

ومن 90 إلى 94 . . واللحظة التي هزّت كرة القدم ،، مارادونا يسقط في اختبار فحص المنشطات ،، ويتم
استبعاده من البطولة "مبكراً" ،، ليخرج الزملاء بخيبة أمل كبيرة ويودعون البطولة من دور الـ "16"

نشير بالذكر أيضاً إلى أن مونديال 94 شهد الإطلالة الأولى لنجم الأرجنتين "باتيستوتا" في كؤوس العالم
 وهو الذي قاد الأرجنتين لبطولتي كوبا (91 و 93) وقد أحرز 4 أهداف في مونديال 94 رغم الخروج المبكر




" العصارة الدولية وخلاصة المسيرة . . "


http://static.sport.echoroukonline.com/dzstatic/thumbnails/article/2014/maradona_305258183.png


عندما نتحدث عن مسيرة مارادونا مع المنتخب والتي - كما أشرت - لا تتجاوز 14٪ من مسيرته الكلية
فـ إن 86٪ من تلك المسيرة كانت في عالم آخر مختلف ،، في منافسات موسمية مع الأندية باختلافها .

مارادونا فاز بـ لقب واحد مع المنتخب من أصل (7 ألقاب) ممكنة نافس عليها "بين كأس عالم وكوبا"
وكان في حينها الهداف التاريخي لمنتخب بلاده (قبل أن يتجاوزه باتيستوتا وكريسبو وميسي مؤخراً) .

وشخصياً لا تقنعني ربط أسطوريّة اللاعب بـ "التتويج بكأس العالم" البطولة التي قيمتها المعنوية أعلى
بكثير من قيمتها الفنيّة ،، والبطولة التي تشكل رقمياً أقل من 5٪ من إجمالي مسيرة اللاعب في تاريخه .

رغم أنه من المهم الإشارة إلى أن تقديم مستوى "مقنع" في مختلف البطولات والمنافسات هو المقياس .
فـ باجيو وستويشكوف قدما مونديال عظيم للغاية في "94" لكن في النهاية لم يتوّج أحدهما بالبطولة !!

اللاعب الذي يراوغ نصف الخصم مع حارسه حتى يسجل هدفاً ،، لا يمكن أن تكون أسطوريته رهينة لقب !!
كيف يمكن للقناعة أن تبيع إعجابها وتجعلها رهينة لقب ، قد يمنعه حظ أو تمنعه ظروف أو جدل تحكيمي . .

مارادونا حصد الإعجاب بـ خيره وشرّه في مونديال المكسيك حتى قبل أن يتوّج باللقب ، كان ذلك تحديداً بعد
مباراة الإنجليز عندما سجل هدفاً أسطورياً وآخر بعبقرية خبيثة . قيل عنه حينها : نصف ملائكي ونصف شيطان

حتى الهدف الغير شرعي (باليد) الذي حسم اللقب وأكد العبور ،، كانت الإشادات تلاحق مارادونا من خلاله . . قيل
عن الهدف بأنه "يد الإله" عياذاً بالله ،، وتم عمل أفلام وثائقية وعناوين صحفية عريضة بهذا الأسم لذاك المشهد

http://41.media.tumblr.com/tumblr_loghogTzkX1qla7dxo1_500.jpg


في عالم الأندية فإن ذروة مارادونا وقمة مستوياته كانت فعلياً في 4 مواسم حارقة وخارقة في الفترة (86-90)
تحديداً فترته مع نابولي في الكالتشيو ،، وكيف أن مارادونا يثبت أحقيته كأغلى لاعب في تاريخ الكرة حينها !!

قدم خلالها مارادونا مستويات عظيمة ،، وجعل واقع الفقراء أجمل من أحلامهم . حقق خلالها بطولتين للدوري
وبطولة لكأس إيطاليا وبطولة لسوبر إيطاليا وكذلك حقق بطولة "كأس الإتحاد الأوروبي" اليوروباليج حالياً !!

مارادونا في الأرجنتين بدأ كـ "موهبة عظيمة" ثم انتقل إلى البارسا (رقم قياسي) ليصبح نجماً لامعاً ،، قبل أن
يصنّف كـ "أسطورة" بعد تجربته العظيمة مع نابولي ،، تزامناً مع نجاحه الباهر مع الأرجنتين في مونديال 86 .

بعد مونديال "90" هبطت أسهم مارادونا كثيراً ،، ليبدو أن الإحباط الذي أصابه قد قاده لمرحلة سيئة جداً ،،
تعاطى من خلالها المخدرات ،، وتم تغريمه من قبل النادي بسبب غيابه عن بعض المباريات والتدريبات . .


كذلك وقع في مشاكل شخصية من خلال العلاقات الغير شرعيّة وأثار جدلاً حول ابن له غير شرعي . . يمكن
أن نعطي خلاصة للقول بأن مارادونا توقف عن ممارسة كرة القدم بشغف وحب ورغبة الماضي القريب له !

انتقاله إلى إشبيلية ثم عودته إلى الأرجنتين لم تغيّر الكثير منه ،، لتكون بطولة "سوبر إيطاليا 90" هي آخر
بطولة يحققها في مسيرته حتى أعلن اعتزاله بشكل رسمي في 1997 رغم أنه توقف عن اللعب قبل ذلك بموسم











مارادونا نابولي . . ورحلة غوص في التفاصيل !!

  
http://msc.walla.co.il/archive/831953-5.jpg


" معلومات ، وتعليمات ما قبل الغوص "


http://www.ghassan-ktait.com/data/23/4fgf.jpg


أظنها ستكون الفقرة الأكثر إثارةً للجدل ، ولكن قبل أن أبدأ أحب التأكيد بشدّة على أن ما يُكتب هو رداً على أصحاب
المفاهيم المفاهيم الضيقة والمقاييس العمياء ، التي تخضع "للثوابت" أكثر من ميلانها نحو الواقع والواقعية !!

لاشك أننا نتفق جميعاً على أن أجمل وأقوى وأفضل مراحل مارادونا كانت في "نابولي"،، حيث حقق دييغو هناك
أفضل أرقامه وأكثر إنجازاته وقضى بالطبع معظم مواسمه الإحترافية في جنوب إيطاليا على الساحل مع نابولي !

واستمراراً لفكرة الطرح وهي إنارة العقل المظلل بالعناوين القديمة ، والغوص في بحر التاريخ والابحار في التفاصيل
سـ نخوض معاً تلك المغامرة ، لإظهار الحقائق والثوابت ، بعيداً عن مسألة الآراء وكل ما يقبل الأخذ والرد فيه !! 

قضى مارادونا مع نابولي "7 مواسم" في أرض الكالتشيو وجنة الكرة ، حصل خلالها على "5 ألقاب" معهم .
كانت تفاصيلها كـ الآتي : بطولتين للدوري الإيطالي - كأس إيطاليا - سوبر إيطاليا - وكأس الإتحاد الأوروبي !!

يتصوّر الكثيرين أن فترة مارادونا مع نابولي هي عبارة عن رجل نزل من السماء ، ووضع بجانبه 10 أخشاب
وقاد نابولي للبطولات والأمجاد ، وزاحم كبار إيطاليا ونافسهم وغلبهم . كلها إشادات مستحقه ولكن ليست دقيقة!



(١) : محطات النجاح


" الكالتشيو ، وتفاصيل مثيرة !! "


http://img.kooora.com/?i=rami_omiri%2Fplatini_maradona.jpg


دعونا بدايةً نتحدث عن إنجازات مارادونا مع نابولي ونأخذ البعض من تفاصيلها ونتعمق بها . نبدأ مع الكالتشيو
وأول بطولة دوري يحققها نابولي في تاريخه وكانت عام 1987 ، حين احتل اليوفي الوصافة والإنتر ثالثهما !!

في تلك البطولة سجّل مارادونا 10 أهداف (منها 3 ركلات جزاء) ، احتل من خلالها رابع ترتيب الهدافين . في وقت
سجل فيه التوقيع الجديد والعظيم لنابولي في ذلك الموسم "اندريه كارنيفالي" 8 أهداف (دون أي ركلة جزاء) !!

تخيّلوا أن اللاعب الجديد "كارنيفالي" سجّل 4 أهداف متتالية في آخر 4 جولات لنابولي ، كان لها تأثير في حسم اللقب
تماماً كما لمارادونا وأهدافه التأثير الأكبر . لكن هذا يعطي مؤشر إلى أن مارادونا لم يكن بالفعل وحيداً في نابولي !!

وتخيلوا أن نابولي فاز على الوصيف والمنافس المباشر نادي يوفينتوس (الذي خسر الدوري بفارق 3 نقاط فقط
دون أن يسجل مارادونا ولا حتى كارنيفالي أي هدف لا ذهاباً ولا إياباً ، ليس هذا هو المثير في الموضوع فقط !!

المثير أيضاً أنه لا مارادونا ولا حتى كارنيفالي سجلا أي هدف على المركز الثالث (إنترميلان) لا ذهاباً ولا إياب
بل ولا حتى على المركز الرابع (فيرونا) لا ذهاباً ولا إياباً ، وهما من يتبعدان بفارق 4 نقاط و 6 نقاط توالياً !!

هذا يعطي فكرة وتصور عام على أن مارادونا حقق بطولة الدوري الأولى ، ودون أن "يجلد" ويسجل الأهداف
على فرق المقدمة ، فضلاً عن المساهمة الفعالة لزميله الوافد الجديد كارنيفالي والذي يُقال عنه ما قيل عن دييغو


في بطولة الدوري الأخرى التي حققها نابولي عام 1990 كانت الحكاية مُختلفة تماماً ، وكان دور مارادونا في
هذه البطولة أكبر وأكثر تأثيراً فنقول بدايةً أنه كان ثالث هدافي الكالتشيو برصيد 16 هدف (منها 6 ركلات جزاء)

في هذا الدوري ، تعاقد نابولي مع هداف رائع هو البرازيلي "كاريكا" الذي سجل 10 أهداف (منها ركلتي جزاء)
وكذلك تعاقد نابولي مع الإيطالي وأسطورة نادي تشلسي "زولا" . حيث أعطيا للفريق إمكانيات هجومية أكبر !!

مارادونا سجّل هذه المرة على الوصيف ميلان وعلى الثالث الإنتر وعلى الرابع اليوفي ، لكن المنافسة الحقيقية كانت
مع ميلان ساكي ، حيث انتهى الدوري بفارق (+2) فقط . بينما الفارق كان (+7) مع كلاً من الإنتر والسيدة العجوز .

وأوضّح أيضاً أن مباريات نابولي مع ميلان والإنتر واليوفي لم يبرز فيها مارادونا فقط ، فـ حتى بقيّة الزملاء مثل
الوافد الجديد "كاريكا" أو الرائع "كارنيفالي" كان لهم نصيب مؤثر في افتتاح النتيجة وتعزيزها قبل تثليث دييغو

قد يستائل البعض ، لماذا تتحدث فقط عن المراكز الـ 4 الأولى دون أن تسرد وتسهب أكثر ؟ وهذا ليس تقصّداً ، بل
رداً على من يقول أن الكالتشيو كان قوياً في تلك الفترة ، فأظهرت دور مارادونا - وزملائه - في أصعب الاختبارات

وسأظهر في جوانب أخرى "في الأسفل" كيف كان مارادونا مؤثر بشكل أكبر في نابولي ، لكنه لم يحقق اللقب .
لأظهر للكثيرين أن اللاعب قد يكون في أفضل حالاته ولا يفوز بشيء ، وقد يكون دون الحال الأفضل ويتوّج !!


* تعاقد نابولي الجديد ، البرازيلي كاريكا كان ثاني هدافي مونديال 86 برصيد 5 أهداف و 2 أسيست



" كأس إيطاليا . . بين إعجاب وانتقاد "


http://www.footballtop10s.com/wp-content/uploads/2014/04/diego_maradona_napoli_0.jpg


حقق الأسطورة دييغو لقب كأس إيطاليا مرّة واحدة خلال السنوات الـ "7" التي قضاها مع نابولي ، كان هذا
في عام 1987 - بجانب خسارته أيضاً لنهائي كأس إيطاليا عام 1989 - سيتم الحديث عنها لاحقاً في المقال

لم تكن مساهمة مارادونا في الكأس فعّالة للغاية وحتى أكون أكثر دقة ، فإن نابولي بشكل عام لم يكن يواجه
مشاكل كبيرة حيث كان يفوز بفارق 4 و5 و6 أهداف في مجموع المباراتين ، ولم يكن مارادونا حينها هدافهم

خلال تلك الأهداف الغزيرة التي سجلها نابولي ، فإن الكثير من اللاعبين أصبحوا في مقدمة الهدافين ، على
رأسهم "برونو جيوردانو" الذي كان هدافاً لبطولة الكأس ، والذي سجل في كل أدوار البطولة أيضاً !!

مارادونا بجانب أنه لم يكن حاسماً في البطولة (هذا لا يعني أنه سيء ولكن ليس له دور استثنائي كما يُصوّر)
فإنه لم يسجل أي هدف في المباراة النهائية لا ذهاباً ولا إياباً ، وطبعاً فاز نابولي بثلاثية ذهاباً وهدف إياباً .

ما أريد قوله أنه عندما يُقال أن مارادونا قاد نابولي إلى بطولة الكأس ، فإن الحقيقة أن نابولي اكتسح البطولة
وجميع اللاعبين أدوا مباراة كبيرة ، ولم يكن مارادونا له دور حاسم في أي دور ولم تكن له بصمة في النهائي

وما أكرره وما سأردده كثيراً ، أن هذا لا يلغي مجهوده ولا يقلل من قيمة مارادونا الأسطورية ومكانته العالية
لكني فقط أوضح بعض التفاصيل والثوابت ، التي لا أقول تغير النظرة ولكن أقول توسع النظرة حول هذا الأمر



" كأس الإتحاد الأوروبي 1989 . . مع بطل آخر "


http://www.tifonapoli.it/wp-content/uploads/2013/05/coppauefa1989.jpg


 من أبرز الأمور و(العناوين) التي نسمعها ويتم ترديدها ، أن مارادونا قاد نابولي للمجد الأوروبي الكبير !!
وأحب بدايةً أن أوضح لبعض من يجهل - وإن كانوا قليل - بأن ما حققه مارادونا لم يكن دوري الأبطال . .

من يعرف تفاصيل تلك البطولة ، فإنه من الواجب أن يقول أن مارادونا فاز بالبطولة مع نابولي ، لا أن يقول
بأن مارادونا حقق البطولة لنابولي ، لأن ما سأذكره بعد قليل سـ يوسّع النظرة لدى القارئ ويعطي صورة أدق 

أول معلومة أبدأ بها ، هي أن مارادونا سجّل 3 أهداف فقط في البطولة (كلها ركلات جزاء) ، البداية كانت بهدف
في الأدوار الأولى ضد "باوك" اليوناني . كان هذا هدف الوحيد في الدور الاول والثاني والثالث (6 مباريات)

تأهل نابولي لربع النهائي وتواجهوا ضد اليوفي ، خسروا ذهاباً (2-0) وعادوا إياباً (2-0) سجل مارادونا

هدفاً من ركلة جزاء . لتُستكمل المباراة للإضافي ، ويُسجل "رينيكا" ثالث الأهداف في الدقيقة "120" !!!

في نصف النهائي تواجه نابولي ضد البايرن ، وأيضاً لم تكن هناك بصمة كبيرة من مارادونا حيث لم يسجل
لا ذهاباً ولا إياباً ، وكان القائد الفعلي لنابولي في ذلك الدور وتلك البطولة هو الهداف البرازيلي "كاريكا"

كاريكا لم يكتفي بأن سجل 6 أهداف في البطولة (4 منها في نصف النهائي والنهائي) ، بل إنه أيضاً كان
الهداف الأول للبطولة ، وصاحب التأثير الأكبر في نابولي ، بجانب كارنيفالي الذي سجل 3 أهداف أيضاً

في المباراة النهائية ضد شتوتغارت ، سجل مارادونا ذهاباً هدف التعادل "من ركلة جزاء" وقبل 3 دقائق
فقط من نهاية المباراة ، سجل البرازيلي "كاريكا" الهدف الثاني ، والذي كان له تأثير كبير قبل الإياب !!

في إياب النهائي ، لم يسجل مارادونا أي هدف من الاهداف الثلاث المُسجلة ، وفي المباراة التي انتهت (3-3)
أعلن بشكل رسمي تتويج نابولي بالبطولة . . لكن ليبقى السؤال بعد المعرفة : هل كان الأمر فعلاً بقيادة دييغو؟




" السوبر . . آخر الألقاب "


https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/236x/1b/65/51/1b6551ed8b78468454889d2c0b8466b3.jpg


كانت بطولة السوبر الإيطالي عام 1990 هي آخر بطولة يحققها مارادونا في مسيرته التي انتهت رسمياً عام 1997
وفي مباراة السوبر ، واجه واجهة نابولي نادي السيدة العجوز ، وأقيمت المباراة في ملعب نابولي "سان باولو" !!

انتهت المباراة بنتيجة (5-1) ، كانت عظيمة لنابولي ، وقاسية جداً على رفقاء باجيو ، وعلى يوفينتوس وعشاقه .
مارادونا لم يحسم لنابولي اللقب ، ليس لأن النتيجة محسومة والفارق كبير ، بل لأنه لم يسجل أي هدف منها أيضاً

هذا كله لابد أن يفرض على القارئ الجاهل بالتفاصيل سابقاً - وأنا أحدهم - على أن يدرك أن العناوين العريضة
لم تكن فعلياً حاضرة ، والعنوان العريض حول قيادة مارادونا لوحده نادي نابولي إلى الإنجازات غير صحيح !!

هذا يُقال ليس ليُعيّب مارادونا ، ولكن ليُكذّب العنوان الذي قيل عن مارادونا ، بأنه من كان يقود نابولي لوحده
والحقيقة أنه كان أبرز النجوم وأعظم الهدافين وأروع اللاعبين ، لكن زملاءه أيضاً ساهموا بكتابة تاريخ نابولي 



 (2) : مرحلة الإخفاق والفشل


" الكالتشيو الإيطالي . . 2/7 "


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/en/d/d7/Maradona_1985.jpg


 عندما أتحدث عن الفشل والإخفاق ، فأنا أتحدث عن الفشل والإخفاق وفق معايير البعض والتي تعني عدم تحقيق اللقب .
وبالحديث عن مارادونا ، دعونا نرى ونستعرض ما حدث معه في مرحلة الإخفاق وماذا قدم وكيف كانت النتائج والأرقام

مارادونا في أول مواسمه مع نابولي احتل المركز الـ "8" في الدوري ، رغم أنه على المستوى الشخصي كانت لديه
أرقام جيدة بمعرفة أنه سجل 14 هدف (منها 3 ركلات جزاء) ، دون أن نغفل أن مواطنه "بيرتوني" سجل 11 هدف .

ثاني مواسم مارادونا مع نابولي كان فيه تحسّن كبير في النتائج ، حيث انتهى الدوري والفريق في المركز الثالث .
على المستوى الشخصي سجل مارادونا 11 هدف منها (4 ركلات جزاء) ، بينما زميله "جيوردانو" سجل 10 أهداف

في عام 1988 فاز مارادونا بـ لقب "هداف الدوري الإيطالي" بعد أن سجل 15 هدف (منها 4 ركلات جزاء) . بينما
كان وصيف الهدافين هو زميله البرازيلي "كاريكا" برصيد 12 هدف . لكن نابولي حينها ، لم يحقق أي بطولة !!

في 1989 نال نابولي الوصافة أيضاً كما نالها في الموسم السابق ، لكن هذه المرّة لم تكن مساهمة مارادونا كبيرة . 
البرازيلي"كاريكا" سجل 19 هدف (منها ركلة جزاء وحيدة) وثاني الهدافين "كارنيفالي" بـ13 هدف ثم دييغو بـ9

آخر مواسم مارادونا مع نابولي كان سيئاً للغاية على المستوى الجماعي والفردي والشخصي ، وبعيداً عن كونه
تاه في مشاكل تتعلق بتعاطي المخدرات وقضايا ضريبية ومشاكل في العلاقات الإجتماعية وأبناء غير شرعيين

فإن نابولي احتل المركز الـ(8) في الدوري ، ومارادونا سجل 6 أهداف (كلها من ركلات جزاء) !! بينما لم تساهم
أهداف كاريكا 9 ولا زولا 4 ، من أن تصنع الكثير غير أنها حافظت على تواجد الفريق في أواسط الترتيب العام !!
 
   

" منافسات الكأس . . غريبة ؟! "


https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/originals/51/49/65/514965b7f72c781982afb807128756ea.jpg


لم تكن مساهمة مارادونا مع الفريق فعّالة فيما يخص مباريات الكأس ، رغم أن أرقامه تبدو جيدة عموماً .
المحصلة النهائية تشير إلى أن الفريق لم يصل إلى النهائي سوى مرتين ، فاز في الأولى وخسر الثانية !!

وبعيداً عن تتويجهم بالكأس عام 1987 ، فإنهم أيضاً وصلوا مجدداً إلى نهائي الكأس عام 1989 . .
وتواجه زملاء مارادونا ونادي نابولي ، ضد منافسهم نادي سامبدوريا الذي اكتسحهم في النهائي !!

لم تكن لمارادونا أي بصمة في المباراة ولا لنابولي أي حضور في اللقاء ، حتى أنني شككت بأن دييغو
لم يلعب ولكن الحقيقة أنه لعب كامل المباراة ذهاباً وإياباً ، لكنهم خسروا (1-0) و (4-0) !!!!!!!!!! 

ورغم أن مارادونا لعب ثلاث نهائيات للكأس (كلها كانت ذهاب وإياب) ونهائيين للمونديال ، إلا أنه لم يسجل
 أي هدف في الـ (8 مباريات النهائية) هذه !! وسجل فقط في نهائي كأس الإتحاد الأوروبي "من ركلة جزاء"

لتكون المحصلة النهائية بأنه لعب 10 مباريات نهائية ، سجل في مباراة واحدة فقط ومن ركلة جزاء !!
هناك إحصائيات مشابهة نجدها تظهر وتنتشر وتعاب كثيراً عندما تكون لميسي ، بينما دييغو ؟ لا أحد يهتم 








جانلوكا فيالي . . مارادونا آخر ، لكن في الظلام !! 


http://soccernet-assets.espn.go.com/design05/images/Lorenzo/13ma%20giornata/Vialli205Samp1990.jpg


" الإعلام والأعين . . انتقائيّة "


http://jeleeb.com/wp-content/uploads/2012/12/media.jpg


الإعلام لديه سلطة عظيمة على العقول ، خاصةً تلك التي لا تتسلح بالعلم والمعرفة لتستطيع التصدي للأفكار المتلقاة
وفي كرة القدم وصفت تلك الأفكار بأنها "عناوين" نستقبلها من الماضي ونتقبلها غالباً بسبب "جهلنا" في المقام الأول

وقد ذكرت مثالاً حول ما قيل عن أسطورة كرة القدم دييغو أرماندو مارادونا ، وكيف يتم تصويره لنا بأنه الوحيد الذي جلب 
لمنتخب بلاده كأس العالم ، وكأن الأرجنتيني "كيمبس" لم يحقق المونديال للأرجنتين (78) ويكون الهداف وأفضل لاعب

ليس هذا فقط ، التصوير الخاطئ أيضاً كان يوحي إلينا بأن دييغو كان يقود نابولي وحيداً ، نحو الأمجاد والبطولات !!
وسأظهر في هذه الفقرة ، كيف أن هناك لاعب آخر عاصره وقام بعمل خرافي مع نادي صغير جداً ، ولم يتم تمجيده أبداً



" فيالي . . وحكاية سامبدوريا العظيم "


https://europeanfootballrankings.files.wordpress.com/2012/10/samp-vialli.jpg


الكثير من عشاق كرة القدم على علم بأن سامبدوريا كان الطرف الآخر في نهائي دوري الأبطال عام 1992 ضد البارسا
ولكن الكثير منهم ، تخفاه الحكاية العظيمة لهذا النادي في تلك الحقبة ، وكيف أن هناك لاعب عظيم كان يقودهم آنذاك !!

جانلوكا فيالي ، أعظم لاعب في تاريخ سامبدوريا كانت له حكاية لا تقل روعةً عن حكاية دييغو مع نابولي ، بل تزيد
عليها من حيث النتائج والإنجازات والألقاب والوصول والاستمراريّة ، كانت بالفعل حكاية عظيمة ، مؤسف أن تغيّب !

بدأت حكاية هذا الرجل مع سامبدوريا عام 1984 وحينها كان يبلغ من العمر "20 عاماً" فقط ، لكن هذا لم يمنع صاحب
الثقة الكبيرة بالنفس ، من أن يثبت نفسه كركيزة وأن يسجل أهدافاً 9 خلال أكثر من 30 مباراة خاضها في أول موسم

وتخيلوا أنه في موسمه الأول مع سامبدوريا وبعمر الـ 20 حقق أول بطولاته مع النادي وحقق للنادي أول بطولة في
تاريخه (غير بطولات الدرجة الثانية والثالثة) حيث سجل 6 أهداف في الكأس وفي ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي

انطلقت بعدها مسيرة هذا الرائع مع الفريق ، الذي كان يضم أيضاً اللاعب الرائع روبيرتو مانشيني ، الذي زامله الإنجاز
وساهم معه في تحقيق البطولات للنادي ، تماماً كما ساهم زملاء مارادونا بتحقيق البطولات والألقاب لنادي نابولي !!

عام 1988 عاد سامبدوريا مجدداً لتحقيق كأس إيطاليا ، بعد أن خسروا نهائي 85 وتوجوا ببطولة 84 . يومها سجل
فيالي هدفاً في المباراة النهائية التي انتهت (3-2) بمجموع المباراتين ضد تورينو وسجل عموماً 3 أهداف في البطولة

في عام 1989 كان عام الإنفجار الحقيقي بالنسبة لفيالي وكانت الإنطلاقة الحقيقية له كـ نجم لاعب وليس شاب موهوب
حينها أيضاً قاد سامبدوريا لبطولة الكأس للمرة الثالثة في تاريخهم وتاريخه ، وكان هدافاً للبطولة بـ (13) هدف !!!!!

في تلك البطولة ، كانت مواجهة خاصة جداً بين نابولي مارادونا وسامبدوريا فيالي ، انتهت الذهاب (1-0) لنابولي سجله
"رينيكا" . لكن الإياب انتهت بـ (4-0) لسامبدوريا ، افتتح خلالها فيالي شريط الأهداف ومهرجان العودة والتتويج !!

إنفجار فيالي مع سابدوريا مستمر ، لكن هذه المرة تغير توجه اهتمامهم وطموحاتهم ، ليكون لقب "الكالتشيو" هو
الحلم الذي يسعون لتحقيقه ، وحصل هذا بالفعل لأول مرة في تاريخ سامبدوريا عام 1991 . فكان إنجازاً عظيماً !

في دوري 1991 قدم سامبدوريا موسم مذهل على المستوى الجماعي وقدم فيالي على المستوى الشخصي مستوى
رائع أيضاً ، حيث قاد ناديه لأول بطولة دوري في تاريخهم ، متبوعةً بـ لقب الهداف 19 هدف (منها 6 ركلات جزاء)

وفي تلك الفترة ، كان فيالي أيضاً يُعتبر جلاداً لليوفي والميلان والإنتر وسجل الكثير من الأهداف عليهم ، هذا بجانب
أنه مع سامبدوريا كانوا "عقدةً" لنابولي مارادونا ، حيث فازوا عليهم بـ (4 أهداف) في ثلاث مباريات مختلفة !!!  



" الإنجاز الأوروبي . . وبصمة عظيمة وضعت "


http://www.uefa.com/MultimediaFiles/Photo/competitions/Clubsprofiles/01/49/27/70/1492770_w2.jpg
  

بعيداً عن الجانب المحلي ، فإن الجانب الأوروبي لفيالي كان عظيماً ومؤثراً مع سامبدوريا . حيث قادهم فعلياً إلى
اللعب في " 3 نهائيات " أوروبية مختلفة ، كأس أوروبا لأبطال الكؤوس (مرتين) في 89 و 90 ونهائي الأبطال 92 

في بطولة 1989 قدم فيالي أداء رائعاً وسجل أهدافاً حاسمة في مختلف أدوار البطولة من الدور الأول حتى نصف النهائي
لكنهم حين واجهوا نادي برشلونة الإسباني ، سقطوا حينها بنتيجة (2-0) وتبخرت أحلامهم بنيل أول بطولة أوروبية لهم

في 1990 عاد فيالي مع سامبدوريا للمنافسة على نفس البطولة من جديد ، لكن هذه المرة بإصرار أكبر . ليتوّج السامب
باللقب بعد الفوز في النهائي (2-0) سجلهما وحسم موضوع اللقب لسامبدوريا ، هداف تلك البطولة . . جانلوكا فيالي !!

ارتفع سقف طموحات سامبدوريا بعد تحقيقيهم للقب الدوري المحلي والمشاركة في دوري أبطال أوروبا لأول مرة ،،
فكانوا يتمنون أيضاً أن يساهم فيالي في قيادتهم نحو اللقب ، كما اعتادوا عليه فيما كُتب لهم من إنجازات وألقاب سبقت

ساهم فيالي بشكل فعّال في وصول سامبدوريا إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ، وكان ثاني هدافي البطولة
برصيد (6) أهداف ، لكن سامبدوريا خسروا النهائي ضد برشلونة مجدداً ، وهذه المرة في بطولة أخرى مختلفة !!

معظمها يعلم أن صاحب هدف الفوز لبارسا كرويف في تلك الفترة هو الهولندي "كويمان" بعد القذيفة الشهيرة ،،
ولكن ما لا نعلمه ، أن الهدف جاء بعد "دقيقة ونصف" فقط من خروج واستبدال فيالي من قبل مدرب سامبدوريا !

لتكون هذه الذكرى وليكون هذا النهائي في ذلك العام هو الأخير له مع سامبدوريا ، ولينتقل بعدها إلى نادي يوفينتوس
برقم قياسي عالمي في تلك الفترة ، تقديراً من السيدة العجوز لأداء هذا الرجل ومساهمته الفعّالة في بناء تاريخ السامب

ولتكون المحصلة النهائية لفيالي مع سامبدوريا هي التتويج بـ 6 ألقاب (دوري - 3 كأس - سوبر إيطالي - كأس أوروبا
لأبطال الكؤوس) . حدث هذا كله خلال 8 سنوات ذهبيّة عاشها مع الفريق وعاشوها معه ، قبل أن يصابوا بشلل من بعده


* فيالي بعد ذلك حقق مع اليوفي 5 ألقاب ، منها الدوري ودوري أبطال أوروبا وكأس الإتحاد الأوروبي !! 








الظاهرة . . وباطنٌ ليس كـ الظاهر !!


http://media.calcioblog.it/r/ron/ronaldopele.jpg
 
" رونالدو . . أعظم أصفر

http://www.conti-online.com/generator/www/uk/en/contisoccerworld/themes/01_background/10_2014_fifa_world_cup/40_former_world_champions/img/02_ronaldo2002_en,property=original.jpg


رونالدو ، أحد أضلاع المثلث الأعظم "موهبةً" في تاريخ كرة القدم بجانب الأرجنتينيين مارادونا وميسي .
أسطورة عظيمة وموهبة إلهية خالصة ،، قلت عنه سابقاً أنه "يراوغ" الكرة . . ويلعب بـ "المدافعين" !!

سجل الظاهرة رونالدو مع البرازيل عظيم ومشرّف جداً ،، حصل على بطولتي كأس عالم (94 و 2002)
وكذلك وصافة مونديال (98) بجانب بطولتين للكوبا (97 و 99) ووصافة في (95) وأيضاً كأس القارات 1997

وعلى المستوى الشخصي حصل رونالدو على هداف مونديال (2002) وأفضل لاعب في مونديال (98) ،،
بجانب الجوائز القاريّة ،، بحصوله على جائزة أفضل لاعب في الكوبا (97) وهداف بطولة الكوبا (99) . .

ما سبق - وأكثر - يعطي مبرر واقعي جداً لاعتبار الظاهرة رونالدو أعظم من ارتدى قميص السامبا على الإطلاق
دون أن نبتر حقيقة أنه محظوظ بمعاصرة أعظم لاعبي السامبا في عصره ومزاملته لهم في تلك الإنجازات الكبرى




" عالم الأندية . . مختلف "

 http://pbs.twimg.com/media/B92SaCGIgAAA4gF.png


مسيرة الظاهرة رونالدو العظيمة مع المنتخب لا تشكل سوى 16٪ من إجمالي تاريخه الكروي الحافل . .
بينما 84٪ كانت مع أنديته المختلفة ،، في هولندا وإسبانيا (مرتين) وإيطاليا (مرتين) وطبعاً في البرازيل .

الظاهرة حاز على العديد من الجوائز في مسيرته مع الأندية ،، فـ فاز بالهداف في هولندا وإسبانيا وإيطاليا .
نال العديد من الجوائز الفردية على إثرها ، أبرزها أفضل لاعب في العالم (3 مرات) والكرة الذهبية (مرتين)

لكن السجل الجماعي للظاهرة رونالدو لا يبدو مشرّفاً بحجم الأسطورية الفردية التي يقدمها . فـ لك أن تتصوّر
عزيزي القارئ أن الظاهرة لا يملك سوى بطولة دوري "واحدة" فقط ،، ولا يملك "دوري الأبطال" في سجله



" ساقط . . في الإمتحان الأصعب "

http://s01.s3c.es/imag/_v0/580x300/e/d/c/Ronaldo-Zidane-2004-Monaco.jpg


تعتبر بطولة دوري أبطال أوروبا أقوى بطولة فنيّة في العالم اليوم ،، خاصةً بعد النظام الجديد في البطولة
والذي تم إقراره في عام (1992) وتم تطبيقه بعد ذلك في النسخ التالية من تاريخه ، وحتى يومنا هذا !! 

الظاهرة رونالدو لم ينجح بتحقيق اللقب رغم مشاركته في المنافسة على البطولة حوالي (6-7) مرات . .
كان هذا بين ناديي الإنتر ، وكذلك ريال مدريد بحضرة الجيل الأعظم (عناصرياً) للفريق الأبيض المدريدي .

أقصى الأدوار التي وصلها رونالدو في البطولة كانت "نصف النهائي" مرتين ، عدا ذلك فهو يودع المنافسة
قبل دور نصف النهائي ، وبين دور ربع النهائي وثمن النهائي (دور الـ16) ، في إشارة لعجز وضعف واضح

الأمر لا يُربط فقط بـ "سوء" نتائج الظاهرة جماعياً في دوري الأبطال ، بل حتى على المستوى الفردي ، فإن
الظاهرة لم يسبق أبداً أن فاز بجائزة الهداف أو أفضل لاعب في البطولة ، بل ولم يكن حتى "ينافس" عليها !!

المعلومة الصادمة ، هي أن الظاهرة رونالدو ليس حتى ضمن الـ "50" الأوائل كـ هدافين تاريخيين للبطولة !!
بينما توجد في القائمة أسماء متواضعة ومع أندية متواضعة ، ما يجعل التبرير للظاهرة "ضعيفاً" في هذا الشأن




" ميليتو . . يحرج الظاهرة "


http://static.goal.com/98600/98608_heroa.jpg


لاشك أن حقبة الظاهرة مع الإنتر رغم كل ما تخللها من مشاكل صحيّة وإصابات مؤلمة للمشاهد قبل اللاعب ،،
إلا أن الظاهرة قدم واحدة من أجمل المستويات على الصعيد الشخصي ، رغم الفشل الجماعي بحصد الألقاب !!

الإنتر تنفّس الصعداء (بعد أعوام قليلة من رحيل الظاهرة) فـ جهز الورقة واستعاد القلم ليكتب تاريخاً عظيماً
كان من أبرز رجالات الإنتر (عناصرياً) الأرجنتيني "دييغو ميليتو" رجل المرحلة والحسم في الثلاثية الخالدة !! 

وأتسائل : كيف استطاع ميليتو أن يحسم الثلاثية التاريخية ، بينما عجز الظاهرة حتى عن أسهل أضلاعها ؟
لا تقنعني تلك المقاييس ، ولكن الإجابة والتبرير لابد أن تشمل غير الظاهرة أيضاً ، فـ المسألة ليست انتقائية   



" كلوزه . . يحتل العرش "

http://gamedayrcom.c.presscdn.com/wp-content/uploads/2014/07/miroslav-klose-record-world-cup-goal.jpg


من العجائب الكروية الطريفة والمثيرة أن يكسر الظاهرة رونالدو الرقم المونديالي للألماني مولر في عقر داره
ليأتي بعد ذلك الألماني كلوزه ويكسر رقم الظاهرة (الجديد) في عقره داره في المونديال ويتوج كذلك باللقب !!

يصوّر ويعامل الكثير بطولة كأس العالم على أنها "صك للأسطوريّة" وبدون هذا اللقب في CV اللاعب ،، فإنه
لا يُعد في منزلة الأساطير ، وإن استحوذ على كل بطولات الأرض وإنجازات الكوكب وكسر أرقام كل المجرّات !!

وهذا يجعلني أتسائل : " هل يعتبرون كلوزه على العرش مع هؤلاء ؟ " فـ الألماني يتسيّد أرقام البطولة القياسيّة
واللاعب يملك " 4 ميداليات " مختلفة ، ولا يكاد يشارك دون أن يحصل على ميدالية بين ذهب وفضة وبرونز .



 يوهان كرويف . . " ثــابـــت " كروي !! 

http://static.weltsport.net/bilder/special/spieler/johan_cruyff_WM-finale.jpg



" مونديال عظيم . . واعتراف باختطاف "

http://i.dailymail.co.uk/i/pix/2013/03/27/article-2299853-0A5B3C2A000005DC-572_306x423.jpg


بعد أن قدم مستويات عظيمة في مونديال ألمانيا (74) وعذّب البرازيل والأرجنتين وحتى الألمان في عقر دارهم
رغم أنه خسر المباراة النهائيّة ضد الألمان ، إلا أنه إجمالاً كان صاحب الأداء الأفضل وتوّج بجائزة الأفضل !!

بعد ذلك قاد الهولندي كرويف منتخب بلاده من التصفيات إلى نهائيات كأس العالم (78) في الأرجنتين ، لكنه
وبشكل مفاجئ وصادم يُعلن اعتزاله اللعب دولياً ، ويتخلى عن المشاركة في المونديال وتحقيق حلمه باللقب !

 بعد "20 عاماً" من اتخاذه لهذا القرار ، أعترف كرويف أخيراً أنه تم اختطافه بواسطة عصابه وتم وضع سلاح
على رأسه وتهديده بالقتل إن شارك في البطولة ، ليجعل حياته في مقدمة أولوياته ، ويتنازل عن حلم حياته للأبد

 لتكون مسيرة كرويف المونديالية ، أسيرة لمشاركة يتمية نال فيها كل الإعجاب والتقدير ، رغم خسارته للقب .
دون أن يُغفل جانبه العظيم مع الأندية ، كان قائداً للثورة وصانعاً للثروة بين أياكس هولندا وبرشلونة إسبانيا !



" تغيّر الزمن . . والقناعة ثابته "

http://www.barcelonas.com/images/johan-cruyff-fc-barcelona-legend.jpg 

في "2004" تم إجراء استفتاء تاريخي (للجماهير) لاختيار أفضل لاعب خلال الـ"50" سنة الماضية في أوروبا
تم اختيار "زيدان" في المركز الأول (وهو الذي كان يعيش تلك الفترة والحقبة) . . لكن المثير للإهتمام ليس هذا

المثير للإهتمام هو وجود الألماني بيكينباور والهولندي كرويف في الوصافة والمركز الثالث ، رغم أنهما اعتزلا
اللقب قبل أكثر من "20 عاماً" من بدء التصويت ، حيث يظهر أن معظم المصوتين لم يعاصروا حقبتهما التاريخية

كذلك في استفتاءات الفيفا والاستفتاءات الرياضية عموماً ، تجد أن اسم كرويف حاضراً في معظمها . رغم أننا
نتحدث الآن عن أكثر من "30 سنة" مع اعتزاله ، وأكثر من "40 سنة" على سنوات مجده وأيام عزه آنذاك .

بيليه  . . " أسطـورة ورق " !!

http://www.camporetro.com/read/wp-content/uploads/2013/10/Pele-1970-World-Cup.jpg

" حقيقة الـ 1000 هدف مع سانتوس "

 
http://www.pele-10.com/images/pele-rimet-cup.jpg   

بيليه ، أحد المسلّمات الرياضية (فكرياً) عندما يُصنف من قبل الجميع على أنه أسطورة كروية عظيمة
تلك الأسطورية لم تكن مرئية ، بل كانت مسموعة . . وفي معظم الأحيان كانت " مقروءة " لا أكثر !!

ولا يكاد يأتي الحديث عن بيليه ،، دون أن تكون قصة الـ "1000" هدف حاضرة في تلك الأحاديث عنه .
إلا أن الحقيقة المغيّبة ، هي أن 41٪ من تلك الأهداف كانت في مباريات وديّة وغير رسميّة في البرازيل !

وهذا بلا أدنى شك ، لا يلغي ولا يقلل من أسطوريّة بيليه "الرقميّة" ، إذ أن الأرقام الرسميّة الباقية ،، تظل
تعطيه الأفضلية على العديد من المهاجمين في التاريخ اليوم ، إن لم تكن تعطيه الأفضلية المطلقة عليهم !!


" 3 كؤوس عالم . . لا تكفي الحاجة "

http://constative.com/wp-content/uploads/2014/11/pele1.jpg


استمراراً لسيرة بيليه ، فإنه لا يمكنك أيضاً أن تذكر هذا الإسم دون أن تذكر الكؤوس الثلاث في مسيرته !!
بيليه الذي يملك معدل تتويج مونديالي ، يستحيل حرفيّاً أن يُكسر إلا أن تتغير القوانين وتتبدل قواعد اللعبه .

إجماع الرياضيين والمتابعين على بيليه كـ أسطورية ، دون مشاهدته (لا أقصد مباشر ولكن حتى بالفيديوهات)
يعطي دلالة واضحة على أن معايير الأسطورية عند هؤلاء "مضروبة" تخضع لمقاييس تولّد نتائج "مضحكة"

هذا ليس تقليلاً من بيليه أبداً ، لأنه بـ لغة الثوابت والأرقام يظل أسطورة بل وأسطورة استثنائية دون أدنى جدل
مع إصراري على أن المقاييس العمياء مضرّه ، ومقياس قد يظلم "لاعب" خير من أن قياس يظلم "ألف لاعب"

وشخصياً أجد في معاييري أن هناك جوانب نقص في مسيرة "بيليه" ،، أحدها أنه لا يوجد توثيق كامل وواضح
لمسيرته الرياضية آنذاك ، حتى الفيديوهات باهتة الجودة التي تظهر ، لا تُظهر سوى أهداف في كرة قدم "بدائية"

لكن جانب النقص الأبرز بالنسبة لي هو أن تجربة بيليه المحليّة في البرازيل والمنافسة في دوري المقاطعات ،،
لا تعادل إطلاقاً اللعب في أوروبا حيث المنافسات هناك أقوى "نسبياً" ، والإهتمام بكرة القدم هناك أكبر وأوسع . 

في النهاية مسيرة الأساطير ليست "صلصالاً" نستطيع تشكيله وفق معاييرنا ورغباتنا ، علينا أن نتقبّلها كما هي
 ثم يمكننا الإعتراف بها كـ "أسطوريّة" أو تصنيفها دون ذلك ،، بعد أن نعرف عنها كل شيء ولا نغفل عن شيء 



" إستفتاءات الفيفا . . اختلاف لا تناقض "

 
http://www.caribflame.com/wp-content/uploads/2015/06/blatter-pele-1.jpg 

قامت مؤسسة الفيفا بعمل استفتاء جماهيري (على الإنترنت) لاختيار " لاعب القرن " ،، وكانت المفاجئة مدوية .
الأرجنتيني مارادونا يكتسح التصويت بأكثر من نصفه ، حيث كان في الصدارة بنسبة 55٪ ، مقابل 18٪ فقط لبيليه

بعد ظهور نتائج الاستفتاء ، الفيفا كانت لهم وجهة نظر أخرى . ليس فقط أن مارادونا ليس مثالاً وقدوة ، بل لأنهم
يعتقدون أن تصويت الناس "غير عادل" ، إذ أن معظمهم عاصر مارادونا وكثير منهم لا يعرف إلا عناوين لبيليه .

أقامت الفيفا استفتائين بعد ذلك ، استفتاء للخبراء والمدربين والصحفيين في كرة القدم ، واستفتاء آخر صحفي
من خلال المهتمين بكرة القدم والمشتركين في مجلة الفيفا . حيث يعتقدون أن النتائج حينها سـ تكون " أعدل "

النتائج بالفعل ظهرت مغايره تماماً ، بيليه في الصدارة ، والغريب جداً أن مارادونا لم يكن في الوصافة حتى !!
حيث رأى الخبراء والمدربين والصحفيين ، أن كرويف ثم بيكنباور ثم دي ستيفانو أحق من مارادونا (الخامس)

وفي الإستفتاء الآخر - خلال مجلة الفيفا - تصدر بيليه أيضاً الاستفتاء ، وكان دي ستيفانو هذه المرة في الوصافة
أما الأسطورة مارادونا فـ كان يراه مصوتي المجلة ، أنه في المركز الثالث منافسه البرازيلي وابن جلدته الارجنتيني 

ما أريد أن أوضحه في هذه الفقرة ، هو إظهار اختلاف المقاييس بين جماهير متابعة وبين صحفيين وخبراء ومدربين
لتظهر بالطبع نتائج مختلفة ، ما يجعل الأمر واسعاً في هذا المجال ويظهر أنه لا توجد مقاييس "محددة" للأفضلية . 


* بالمناسبة : يُقال أن مارادونا رفض التكريم والتتويج ، لاعتقاده أنهم فرضوا مساواة بيليه به !!



  

تشافي وهنري . . تطابقت الشروط ولكن !!  


http://images.performgroup.com/di/library/sportal_com_au/f1/46/thierry-henry-xavi_jy188zz2g1qi17r2yl6jwvl6v.jpg?t=-1569491709w=500



" تشافي . . أعظم استمراريه "

http://www.big-football.com/Content/files/XAVI%20wc2010.jpg


تشافي هيرنانديز ، اللاعب الذي وصفه المدرب الإيطالي كابيلو بأنه "أعظم لاعب وسط في العقد الأخير" . .
وكيف لا يكون كذلك ، وما حققه خلال هذا العقد ، لم يحققه نجوم وأساطير طوال مسيرتهم وعبر التاريخ كله

عندما نتحدث عن تشافي ، فـ نحن نتحدث عن "أكاديمية بشريّة" ونتحدث عن "مكتبة من الإنجازات" ،،
وبالطبع نتحدث عن "أسطورة كرويّة" تنصبها له الأرقام والألقاب والإنجازات والمستويات والاستمرارية

ولك أن تتصوّر عزيزي القارئ أن تشافي يملك في رصيده 7 بطولات عُظمى (4 أبطال - 2 يورو - 1 كأس عالم )
نتحدث عن لاعب يملك 25 لقب في خزينته ، ويملك أكثر من 200 أسيست في رصيده مع النادي والمنتخب !!

ولكن تخيّلوا أن مثل هذا اللاعب ، لم يحصل أبداً على التقدير الذي يستحقه رغم مساهمته وتأثيره الواضح والمباشر
لاعب لا يميل للإعلام كثيراً ولا يسجل الكثير من الأهداف (رغم أنه أبرز الطرق لها) ، لذلك ليست لديه كرة ذهبية !!

وهنا أتسائل ، أصحاب تلك المعايير التي تفرض على "الأسطوري" أن يفوز بالمونديال ، أين هم من إنصاف تشافي
الذي فاز بالمونديال ، وفاز بإنجازات أخرى عظيمة بل هي الأعظم . . زامله فيها شريكه الأنيق " آندريس إنييستا "

يبدو من الواضح أن بعض المعايير وجدت لـ "تُقصي" فقط ، لا لتنصف ولا لتعدل بين الأساطير وتنظم مكانتهم !!
أجهل الأسباب التي تمنع الآخرين من إعطاء "تشافي" حقه ، ولكن المؤكد أن مبرراتهم ضعيفة وأسبابهم فاضحة .



" هنري . . كمال كروي "

http://news.bbcimg.co.uk/media/images/57624000/jpg/_57624234_th36_getty.jpg


تييري هنري ، أسطورة الأرسنال والبريمرليج . . والغزال التاريخي الذي يتصدر هدافي منتخب الديوك !!
واللاعب الذي يملك "إنجازاً" فريداً من نوعه ، يجهله الكثيرون بقدر ما يعني الكثير ويعطي الكثير أيضاً .

تييري هنري ، اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حقق "جميع الألقاب الكبرى الممكنة" مع النادي والمنتخب .
" دوري - كأس - أبطال - سوبر محلي - سوبر أوروبي - مونديال أندية - مونديال منتخبات - يورو - والقارات "

بجانب الإنجازات الشخصية الأخرى التي نالها طوال مسيرته الاحترافية العظيمة ، والأهداف الخالدة التي أحرزها
والتي جمع فيها بين الكم والكيف ، بطريقة تثبت أنه من طينة الكبار وأنه على درب الأساطير كان يسير حتى وصل

لأعيد أيضاً تساؤولي حول تشافي وأكرره هنا مع هنري ؟ ما الذي يمنع "أولئك" الذين يخترعون المقاييس ،،
من إنصاف أمثال هؤلاء العظماء وقد تطابقت عليهم الشروط و زادوا عليها . . جبالاً من الألقاب والإنجازات ؟! 



 


زيدان ، غوتزه . . حكاية حسم " مشتركة " 

http://soccer.sowetanlive.co.za/wp-content/uploads/2014/06/world-cup-trophy.jpg



 " مونديال 98 . . بين غافل ومستغل


http://static.goal.com/50200/50264.jpg


بعيداً عن تعريف قامة وفخامة مثل زيدان ، نذهب مباشرةً لصلب الموضوع وهو الحديث عن منافسة وتأثير ،
"بصرف النظر" تماماً عن التاريخ والماضي والأرقام والسجلات والأسماء وثقلها ، بين الأطراف المذكورين !

 في مونديال 98 استضافت فرنسا المونديال ، وكان أنصار الديوك محظوظين للغاية بأن تتزامن الإستضافة مع جيل
تاريخي عظيم كـ جيل الفرنسيين حينها . حيث كان التكامل والإنسجام حاضراً وموجوداً بشكل ملفت ومثير للإعجاب

 قيل عن هذا المونديال الذي توّجت فيه أصحاب الأرض بالبطولة ، بأنه "مونديال زيدان" في لحظة أدرك فيها عظمة
اللاعب كروياً ، وأستنكر فيها من غفلة/تغافل القائل ، وهو يتحدث عن أمر تكذبه الحقائق والعيون بشكل "صارخ"

في بداية المونديال وتحديداً في دور المجموعات كان دور زيدان فيها "عادي" للغاية ، قبل أن يُطرد ضد السعودية
ويوقف لـ "مباراتين" بسبب الإتهام بالتدخل العنيف والذي أدى للطرد المباشر دون أي إنذار يسبق خطأه المُرتكب

فرنسا عبرت الدور الأول دون تأثير زيدان وبصمته ، وغاب زيزو عن دور الـ 16 استكمالاً لعقوبة الإيقاف حينها .
حققوا خلالها الديوك الإنتصار الثاني - دون حضور زيدان - بعد عبورهم للبارغواي في ذلك الدور وتلك البطولة !

عاد المخضرم زيدان للمشاركة مع منتخب بلاده في دور الـ 8 من البطولة ، أثناء مواجهتهم لمنتخب إيطاليا ،،
حينها تأهلت فرنسا بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي وعبرت للدور القادم بعد عارضة الترجيح من دي بادجيو

في نصف النهائي واجه الفرنسيين المبدع سوكر (هداف المونديال) مع منتخب كرواتيا ، انتهت المباراة بهدفين
كانت المفاجئة أن سجلهما المدافع/الظهير ليليان تورام !! ليدخل الفرنسيين التاريخ ، بـ عبورهم لنهائي المونديال

في النهائي كانت المفاجئة المدوية ، والسقوط التاريخي ، لخصم ثقيل في التاريخ ، وخفيف في تلك الليلة السوداء .
البرازيل تسقط بـ "الثلاثة" مع الرحمة والشفقة والذل والحظ ، حيث أظهرت عجزاً لم يظهر في أي نهائي آخر !!

http://sport24.lefigaro.fr/var/plain_site/storage/images/football/diaporamas/historique-france-bresil-en-images/france-bresil-1998-zidane-de-la-tete/7706829-2-fre-FR/France-Bresil-1998-Zidane-de-la-tete.jpg


زيدان رجل المباراة النهائية يسجل هدفين (من ضربتي زاوية) ، قبل أن يعزز بيتي النتيجة بهدف ثالث مؤلم . .
توجت من خلالها فرنسا باللقب المونديالي الأول في تاريخ الديوك ، وكانت البوابة لإنجازات أخرى لحقت بهم !!

 الشاهد في هذا أن منتخب فرنسا كان "متكاملاً" ولم يظهر فيه لاعب فوق مستوى البقيّة أبداً . لذلك من المضحك
الحديث عن كونه مونديال زيدان ، أو أن زيدان قاد بلاده لتحقيق البطولة المونديالية ، من أجل هدف النهائي فقط!

فـ الحقائق تقول أن أفضل لاعب في البطولة كان "الظاهرة رونالدو" ثم الكرواتي "سوكر" ثم الفرنسي "تورام"
والحقائق تقول أن فرنسا سجلت 15 هدف واستقبلت هدفين فقط ! في إشارة لعمل عظيم في الأمام وفي الخلف !!

هنري سجل ثلاثة أهداف ، زيدان سجل هدفين وصنع هدف ، بيتي سجل هدفين وصنع هدف ، تورام سجل هدفين
وصنع هدف أيضاً ، وجوركاييف صنع "3 أهداف " هذا بالإضافة لمساهمات البقية . فـ انظروا لهذا التوازن !!

يمكنني أن أتقبل سماع قول أنه مونديال روسّي في 82 أو مونديال مارادونا في 86 ، نظراً للتأثير الكبير الذي تركوه
مقارنةً ببقية الزملاء ، حيث خلق فارقاً كبيراً في بصمتهم لهذا الإنجاز ، وبالتالي فإنه يصح - مجازاً - أن يُنسب لهم

أما قول أن مونديال 98 هو مونديال زيدان ، أو مونديال 2002 هو مونديال الظاهرة ، أو مونديال 2006 بأنه لكنفارو
فهذا لا يمكن أن يتقبله العقل ، نظراً لأنه تجاوز أن يكون وجهة نظر وذهب أكثر لأن يناقض واقعاً يخالف تلك الأقاويل


" غوتزه . . مثال آخر "

http://www.vogue.com/wp-content/uploads/2014/08/img-gotze_191020979170.jpg


لا يختلف حجم التأثير الذي تركه غوتزه والذي تركزه زيدان في نهائي المونديال ، بغض النظر عن اسمهما وتاريخهما .
التسجيل في النهائي وحسم المباراة ، لا يعطي للاعب أحقية أن يسلب جهود الزملاء وأن ينال مكانةً تعلوهم لهذا فقط !!

أحياناً أشعر أن هدف غوتزه كان أهم حتى من هدفي زيدان في نهائي المونديال ، لسبب بسيط وهو أن فرنسا فرضت
نفسها كفاية في النهائي ، وتشعر - والله وحده أعلم - أن فرنسا سـ تسجل عاجلاً أم آجلاً أمام جثث أعلنت استسلامها

بالمقابل فإن ألمانيا والأرجنتين كانا على بعد 6-7 دقائق فقط من ركلات الحظ الترجيحية ، والتي لا تضمن للألمان اللقب
وبالتالي فإن هدف قبل الدخول في معمعة ومتاهة ركلات الترجيح ، سيكون بلا شك أغلى هدف في تاريخ المانشفات !!

مع ذلك ، لم ولن يُنسب لغوتزه فضلاً أكثر من كونه سجل في النهائي وفاز بـ رجل المباراة (تماماً كـ زيدان 98) . حيث
لن تُهضم جهود نوير ، ولا مساهمة هوملز وكروس وشفايني ، ولا أرقام مولر وكلوزه العظيمة ولا جهود البقية آنذاك


 * لابد أن نأخذ بالإعتبار أيضاً أن غوتزه سجل في مباراتين مختلفتين وفاز مرتين بأفضل لاعب في المباراة .



 


كريستيانو . . ظالم ، أم مظلوم ؟ !

https://nyppagesix.files.wordpress.com/2013/08/cristiano_ronaldo_ap-300x300.jpg 


" مونديال أوزيبيو "

http://www.football-history.net/pics/players/eusebio-1966-portugal-hungary.jpg

في إنجلترا عام 1966 ، قاد الأسمر البرتغالي أوزيبيو منتخب بلاده "المغمور" والصغير كروياً إلى مجد عظيم .
حيث حققت البرتغال المركز (الثالث) وفازت بالميدالية البرونزية ، كـ أعظم إنجاز مونديالي لها حتى يومنا هذا !

أوزيبيو كان هداف البطولة وأحد أفضل لاعبيها ، ورغم أنه كان يحظى هو الآخر بعدد مميز من النجوم ، إلا أنهم
دون مستوى الأسطورية - مع البرتغال - حيث لم يخلّد التاريخ من حقبته بينهم ، إلا اسمه . . واسمه فقط !!

ولا أتذكر شخصياً أن الإعلام ذكر أن هناك جيل ذهبي للبرتغال في عصر أوزيبيو ، بقدر ما كان يسميه برتغال أوزبيبو
وكأن الإعلام أيضاً يُظهر ويصوّر لمن لم يعاصر تلك الفترة ، بأنها فترة أوزيبيو وأنها حقبته وأنه مارادونا البرتغال !


" الجيل الذهبي . . 2004 - 2006 "

http://www.mbc.net/default/contentpool/ar/2014/5/24/%D8%B5%D9%88%D8%B1---%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A3-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%84%D8%B9%D8%A8--%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1-/components/4/imageBinary/74a9f45f5e2aa0310ea38e0a9f5bb0884e91dda5/cristiano-ronaldo2.jpg 

 عاصر كريستيانو جيل ذهبي مع البرتغال في مناسبتين كبرى - رغم صغر سنه حينها - الأولى كان البرتغاليين
محظوظين بأن زامنت استضافتهم للبطولة ، وجود جيل ذهبي . كانت تلك هي بطولة اليورو عام " 2004 ".

حينها خسرت البرتغال المباراة النهائية على أرضها وأمام جماهيرها ضد المنتخب المتواضع والصغير "اليونان"
وللمرة الثانية في البطولة . ما يجعل من الحديث عن سوء الحظ في جانب ، فـ الحظ لا يعاند مرتين أمام نفس الخصم

الثانية كانت في مونديال 2006 وحينها خرجت البرتغال كـ "مركز رابع" دون أن يحظى الجيل الذهبي بأي ذكرى
مونديالية ، وعلى المستوى الشخصي لم يقدم كريستيانو أداءً مميّزاً باستثناء تسجيل "ركلة جزاء" ضد إيران !!



" هل يُقبل التبرير ؟ "

 http://static.jbcgroup.com/sport/images/uploads/5554a74f53b68.jpg


يُعاب على كريستيانو سوء حظه بـ مزاملته للاعبين أقل من مستوى الطموح والرغبة والمنافسة حتى . .
ولكن هل فعلاً البرتغال تملك عناصر متواضعة ؟ وهل فعلاً ظهرت الفوارق العناصرية لتبرر الفشل ؟ لا أعتقد

بداية كريستيانو كانت في الأولومبياد عام 2004 ، حيث ودع البطولة مبكراً - من دور المجموعات - عندما
خسروا مرتين "4-2" الأولى ضد العراق والثانية ضد كوستريا ، ولا تبدو عذر الإمكانيات مبرراً هنا !!

كذلك عندما نتحدث عن تصفيات كأس العالم 2014 واللعب في الملحق ، فإن مجموعة البرتغال كانت تضم
روسيا وأذربيجان ولوكسبورج وإسرائيل وإيرلندا الشمالية ، وهي منتخبات أضعف بكثير من البرتغال !!

المفارقة هي أن كريستيانو لم يكن له أي دور فعّال في تلك التصفيات ، في وقت كان زملائه هم من يدفون
عجلة المنتخب للأمام ، حتى أستطاعوا أن يحصدوا المركز "الثاني" المؤهل للملحق ، وحينها حضر كريس

وفي مونديال 2014 في مجموعة تضم العملاق الألماني ، وغانا وأمريكا . . يبدو من المقنع ألا تتصدر مجموعة
تضم ألمانيا وهي عقدة البرتغال تاريخياً ، وفارق الإمكانيات يبدو مبرراً لأن تخسر البرتغال الصدارة "ورقياً" .

لكن هل يبدو عذراً مقنعاً تعجز البرتغال - بقيادة كريستيانو - عن منتخبات مثل أمريكا وغانا ؟ كريستيانو حينها
قدم أداء سيء وغير مقنع - تعذر البعض بالإصابة - ولم يسجل إلا هدفاً لا طعم له ولا قيمة ، فقد حُسمت الأمور



" ماذا عن ريال مدريد ؟ "

http://i.kinja-img.com/gawker-media/image/upload/s--0O6YyF9U--/c_fit,fl_progressive,q_80,w_636/1250947278876773038.jpg


في ريال مدريد وخلال 6 مواسم قضاها الدون البرتغالي مع ريال مدريد ، عاصر من خلالها 3 مدربين كبار ، والعديد
من النجوم الكبار والذين تم وصفهم - من قبل المدريديين - بأنهم يتفوقون على عناصر البارسا في المقارنة الفردية

كريس بين عناصر عظيمة وفي نادي له تاريخ كبير ويدفع الكثير من الأموال ويجلب الكثير من النجوم ، لا يبدو أن 
عذر "الزملاء" مقنعاً إطلاقاً هذه المرّة ، إلا أن المحصلة الكبرى خلال 6 سنوات تظل "دوري - كأس - أبطال" فقط

وحتى على المستوى الشخصي فإن كريستيانو يظهر عظيم جداً - رقمياً - ولكن في مسألة الحسم وإيجاد الحلول ، بات
يفتقد لما كان يميزه في اليونايتد ، حيث لم يكن هدافاً يسجل 40 , 50 , 60 هدفاً في الموسم ، لكنه كان يحسم لهم الألقاب 

أنا لا أقول هذا لأظهر كريستيانو على أنه لاعب سيء ، ولم أكتب هذا المقال بكل ما احتواه من فقرات لأقلل من أصحابها
بل لأوضّح كيف أن الموازين مختلفة والأحكام متناقضة والمبررات لا تبدو منطقية إطلاقاً ، بل كانت "انتقائية" بوضوح








ميسي . . كــتــاب مـفـتـوح !! 

http://aynelarab.com/wp-content/uploads/2015/02/messi-ball_1.jpg



" هل ليو الأرجنتين . . فعلاً مُختلف ؟ "

Embedded image permalink


عوداً على ذي بدء ، فإن مسيرة ميسي ليست عناوين عريضة ولا قصة مسموعة ، بل هي حكاية معروفة
يمكن بـ "ضغطة زر" أن تحصي مراوغاته وتمريراته ومعدل جريه وعدد أهدافه ومقدار صناعاته . . إلخ

لذلك وبما أننا نعاصر ميسي الآن ، وبحضرة التكنلوجيا والتقنية ، فإن ميسي كتاب مفتوح يمكنك أن تقلب
صفحاته وتقرأ حروفه وتستعرض فصوله بكل أريحية وسهولة ، بلا تعب ولا جهد ولا حاجة لمن يمليك !

ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن زاوية الإنتقاد لميسي - أياً كانت دوافعها - تتعلق بمسيرته مع الأرجنتين
دون أدنى تشكيك بأسطوريته مع البارسا ، وإن كان البعض يحاول أن يُلصق إبداعه بـ بعض زملاءه معه .

ميسي الأرجنتين لا يملك بطولة قارية ولا مونديالية ، ولكنه يملك 3 ميداليات فضيّة (وصافة) ، بين مونديال
وبطولتين للكوبا . ما يُضعف الشكوك حوله ، ولكن يبقيها حاضرة خاصةً لمن لا يرغب الإعتراف بأسطوريته

ولا يبدو - على الأقل بالنسبة لي - أن ميسي الأرجنتين مختلف عن ميسي البارسا ، من حيث العمل والأداء
لكن الوظائف المطلوبة منه مختلفة تماماً ، وأسلوب اللعب مختلف تماماً ، وحتى فكر الزملاء مختلف أيضاً !

المدرب الوحيد الذي أعطى ميسي الحريّة وجعله مطابقاً لميسي البارسا ، هو المدرب "سابيلا" وقد طبق
هذا في تصفيات المونديال فقط ، قبل أن يغير أسلوبه في المونديال ، ما جعل ميسي يضحي مجدداً بهذا !!

في تصفيات المونديال ، ميسي كان الهداف بـ (10) أهداف وصنع (6) أهداف وكان أفضل لاعب فيها . .
في المونديال ورغم أن الأرجنتين لعبت بأسلوب دفاعي إلا أن ميسي كان يظهر كـ "أفضل لاعب" بينهم !

ميسي في المونديال كان أكثر من صنع الفرص وأكثر من راوغ الخصوم وأكثر من فاز برجل المباراة ،،
بجانب تسجيله لـ (4) أهداف - 3 منها من خارج منطقة الجزاء - وأيضاً تقديمه لأسيست (1) في البطولة

Embedded image permalink


ولاحظوا أن النهائيات الثلاث التي خسرها ميسي ، الأرجنتين لم تسجل إطلاقاً . كأنها تظهر عجزها عندما
لا يسجل ليو ، بينما مثلاً في مونديال مارادونا 86 لم يسجل دييغو أياً من الأهداف الـ 3 التي سُجلت حينها

وشخصياً أعتبر ميسي 2014 أفضل من مارادونا 90 ، وميسي 2010 أفضل من مارادونا 82 ، لكن سيظل
الفيصل في مارادونا 86 والذي لا يتفوق على ميسي فقط ، بل على الجميع وعبر كل العصور والتاريخ !! 

ميسي فاز بأفضل لاعب في الأولومبياد وأفضل لاعب في مونديال الشباب وأفضل لاعب في مونديال الكبار
ويقال أيضاً أنه رفض استلام جائزة أفضل لاعب في الكوبا . هذه دلائل أن الأرجنتيني "سيء الحظ لا الأداء" 

ويقترب ليونيل من أن يصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده ، وكذلك أكثر من يصنع الأهداف لهم . إذاً كل
هذه المعطيات ، لابد أنها تعطي مؤشر إيجابي على أن سوء الحظ لا يعني سوء الأداء ولا يحكم قطعاً بشيء

باولو مالديني أسطورة الدفاع ، خسر نهائي المونديال ونهائي اليورو ، ولا يوجد من يُشكك في أسطوريته
بحجة أنه لم يحقق أي لقب مع منتخب بلاده ، هل هذا لأن باولو ليس ليو ؟ وميلان ليس برشلونة ؟ ربما .

أتذكر أحدهم كان يسأل : أين ميسي في نهائي المونديال ؟ فـ أجبته : أين الظاهرة في نهائي 98 ؟ أين أوليفر كان
في نهائي 2002 ؟ أين زيدان في نهائي 2006 ؟ وكلهم في النهاية تم تتويجهم كـ "أفضل لاعب في البطولة" !! 


* لا يجب أن نغفل عن رفض ميسي تمثيل منتخب إسبانيا ، حباً ورغبةً بالتتويج مع الأرجنتين . 



" ميسي البارسا . . إعجاز وسيادة "

Embedded image permalink 

 كما ذكرت وأعيد ، فإن مسيرة اللاعب مع منتخب بلاده لا تشكل 20٪ من إجمالي المسيرة . بالتالي فإنه لا يمكن
 أن نغفل عن الـ 80٪ ، أو أن نقيّد عظمة الـ 80 ، ونجعلها رهينةً لإنجاز جماعي لابد أن يحدث في الـ 20 !!

يُقال بأن ميسي أفضل لاعب في تاريخ الأندية ، وأنا أعتقد أن هذه إشادة وليست انتقاد او تقليل مبطّن . فـ ميسي
يستحق العلامة الكاملة في مسيرة الـ 80٪ ، نظراً للإنجازات والبطولات والإستمرارية والنجاحات والأرقام وغيره

أما الـ 20٪ المتبقية مع المنتخب ، فإنه حتى لو لم يحصل على العلامة الكاملة ، فإن التقييم النهائي لمسيرته سيكون
عالي جداً وفوق البقية . هذا إذا أخذ التقييم بشكل عادل ومنطقي ، بعيداً - كما قلت - عن التصيّد والإنتقائية في الامر . 

الكمال الشخصي والجماعي (رياضياً) ، متبوعاً باستمرارية على مدى عقد كامل من الزمان ، مدعوماً بأرقام قياسية
فردية وجماعية ، ومتوجاً بـ 23 لقب . . ستفرض أن تُزال كل الشكوك حول أسطورية ميسي ، وستحرج من يقيّدها .

ولابد من الأخذ بالإعتبار أننا نتحدث عن لاعب يبلغ من العمر "28" عاماً فقط ، لا تزال أمامه فرصة لتدعيم تلك
العظمة الكروية وتلك الإمبراطورية الرياضية ، ولا تزال أيضاً لديه فرصة لأن يحقق إنجازاً قد يُكتب له مع التانغو .



" كأس العالم ؟! ماذا عن دوري الأبطال ؟! "

http://www.tsmplug.com/wp-content/uploads/2014/06/FIFA-World-Cup-vs-Champions-League.jpg


قلت سابقاً أن "بيتهوفن" لم يكن بحاجة للسمع ، ليؤلف أعظم السيمفونيات ويعزف أروع المقطوعات
لذلك ، فـ إن موهبة العظماء لا تقيّد !! والأمر ينطبق على أساطير الكرة ، وعظماء الرياضة عموماً !!

يقول أحدهم : ميسي لا يمكن أن يصبح أفضل لاعب في التاريخ إن لم يحقق أي لقب مع منتخب بلاده .
تخيّلوا أن هذه العقلية وصاحب تلك المقولة ، يسلّم عقله لمقياس ويغض النظر عن واقع وإن خالفها !

فـ تصوّر أنه سيظل يحتفظ بهذه القناعة ، حتى عندما يخسر ميسي بـ "ركلات الحظ الترجيحة" ،،
وقيود ، من شأنها أن تعتمد على الحظ أو الظروف ، هي قيود تعيب صاحب القيد لا المقيّد عنده !!

أتسائل : لو قال أحدهم أن أفضل لاعب في التاريخ لابد أن يتوج بدوري الأبطال ! ماذا ستكون ردة الفعل ؟
تخيلوا أن رمي مقياس مثل هذا ، سيُسقط عظماء مثل مارادونا والظاهرة وبيليه وبوفون وغيرهم أيضاً ،،

في وقت أسقط فيه مقياسهم لاعبين مثل ميسي وكرويف ومالديني وباجيو وغيرهم من العظماء والكبار
في وقت أدخلوا فيه آربيلوا (كأس عالم - أبطال - يورو) تاريخاً لا يستحق حتى أن يكون "بوّاباً" عليه !

التاريخ يحفظ جيداً ذكرى برازيل 82 ، المنتخب الذي يصنّف كـ أعظم منتخب في التاريخ ، وهو الذي
لم يحقق أي بطولة . لأن من صنّفهم بهذا الشكل ، قيّمهم كـ أداء وعمل ، ولم يفرض عليهم أية قيود

وأتقبّل أن يُقال أن هناك لاعب قاد لوحده منتخبه إلى بطولة ما . شريطة أن يكون قد سجّل في كل
المباريات وحسمت أهدافه المباراة . لكن الطريف أن أهدافه تحتاج لمن يدافع عنها لتكون حاسمة

إذاً في النهاية ، أنا مقتنع أنه لا يمكن لإنجاز جماعي أن يكتبه فرد مهما علت مساهمته . فلا ينسب عِظم
المبنى لمهندس رسمه وخطط له فقط ، بل ينسب أيضاً لعامل البناء والسباكة والكهرباء وإن بسطت مهامهم 


*  لا ننسى بأن خـطـأ واحــد من أصـغـر " عـامـل " . . قـد يسقط المبنى العظيم ويهدم ما بناه المهندس !!







 
http://gamedayrcom.c.presscdn.com/wp-content/uploads/2013/03/lionel-messi-golden-foot-tokyo-2013.jpg
  


ما كُتب هدفه ليس الإقناع . .
ما كُتب هدفه أن يوسّع النظرة

لا أنتظر ثناء ولا أترقب إشادة . .
بل أرجو أن يُقرأ الطرح بـ "تجرّد"





أخــــــوكــــم / ســـعـــود











،،














،