-
-
" العقلية " و " المفهوم " الحقيقي . . لـ كُرة القدم !!
كثيراً ما كانت لدي قناعة ، بأن " المسلمة " الوحيدة في كُرة القدم ، هي انها لا تحوي
المسلمات فيها . قد يكون ذلك غريباً ، لكنه واقع السنوات ، وحقيقة لتاريخ مديد وحافل
وإن من ابرز الخلافات والحروب في كُرة القدم ، هي حرب " الافضلية " ، حيث تكون
شعوب كرة القدم بـ مختلف انتماءاتها ، رهينه لذلك الفكر ، واسيرة لتلك الإستفتاءات
وإن ما تعلّمته وما اعرفه ، ان في الافضلية ، لا يُمكن ان نقول ان هُناك شخص خاطئ
او شخص متناقض ، لـ مُجرّد طرح رأي ، وبنظرة عامة وسطحية لذلك القول ، مهما كان
إن معظم الخلافات توجد في " التفاصيل " ، وإن كثيراً من سوء الفهم يكون ويكمن
في " المقاييس " ، وبالتأكيد . . متى ما تغير المقياس ، تغيرت النتائج بشكل عـام !
فلا توجد افضلية مُطلقة لأي لاعب ، ولا أي نادي ، ولا أي أمر آخر مرتبط بـ كرة القدم
وهنا . . سـ يكون حديثنا عن أفضلية المُدربين ؛ عن المقاييس ، وعن الآراء حولها !
" ليست هناك حقيقة . . ولكن هناك ميزان عادل "
من الصعب ومن غير العادل أن تجزم بـ أفضلية احد المُدربين عبر " مقياس " وحيد فقط
وهذا ما يولّد الكثير من الإشكالات ، بين من يراها ظُلماً ، ومن يبحث عن إجابة عاطفية !
إن من يعتقد أن " البطولات " هي المقياس الحقيقي لأي مُدرب ، فـ هو يلمح بأن الإجابة
سـ تكون " غوارديولا " بأفضلية رقمية مذهلة ، يفوق بها كبار مُدربي العالم عبر التاريخ
وإن من يعتقد أن الأفضلية بـ " النجاحات " فـ هو يبحث عن اسم " مورينهو " ، لكون
البرتغالي نجح في بيئات مُختلفة ، سواءً في بلاده البرتغال أو انجلترا أو في إيطاليـا . . !
وإن من يعتقد أن الافضلية بـ " الإستمرارية " فـ هذا يشير حتماً إلى " فيرجسون " ،، الذي
استمر في تدريب مانشستر لأكثر من ربع قرن " 25 " عام من الخبرة والعمل والنجاحات !
وهذا ما يولّد الكثير من الإشكالات ، بين من يراها ظُلماً ، ومن يبحث عن إجابة عاطفية !
إن من يعتقد أن " البطولات " هي المقياس الحقيقي لأي مُدرب ، فـ هو يلمح بأن الإجابة
سـ تكون " غوارديولا " بأفضلية رقمية مذهلة ، يفوق بها كبار مُدربي العالم عبر التاريخ
وإن من يعتقد أن الأفضلية بـ " النجاحات " فـ هو يبحث عن اسم " مورينهو " ، لكون
البرتغالي نجح في بيئات مُختلفة ، سواءً في بلاده البرتغال أو انجلترا أو في إيطاليـا . . !
وإن من يعتقد أن الافضلية بـ " الإستمرارية " فـ هذا يشير حتماً إلى " فيرجسون " ،، الذي
استمر في تدريب مانشستر لأكثر من ربع قرن " 25 " عام من الخبرة والعمل والنجاحات !
وإني من خلال الحديث اعلاه . . لا أتفق مع أياً من تلك المقاييس ، بل إن لدي مقياس أخرى
أكثر شمولية وتحوي العديد من المعايير التي يجب ان تؤخذ بالإعتبار ضمن حسابات الافضلية
فـ إليكم اهم المقاييس والمعايير التي اقيس بها الافضلية وانظر إلى تفاصيلها وتفصيلاتها ، ليس
للبحث عن " حقيقة " لا وجود لها . . ولكن ليكون الإختيار أعدل . . وأقرب للمنطق والصواب !
للبحث عن " حقيقة " لا وجود لها . . ولكن ليكون الإختيار أعدل . . وأقرب للمنطق والصواب !
علماً أنه حتى هذه المعايير وتلك المقاييس . . قد يختلف فيها اثنان ؛ حول تميّز واقتدار هذا المدرب
في هذا الأمر من عدمه . ولكن الفكرة هي أن نصنع " ميزاناً " أقرب للعدل ؛ أياً كان الموضوع فيه
" المـعـايـيـر الـ 10 لاختيـار الأفضـل "
1 ) المُدرب . . هو من يتحمّل المسؤولية أولاً !
إن تحمّل المسؤولية من أهم الامور التي يجب ان تتوافر في المُدرب ، لا يأتي ذلك مع
القول والتصريحات ، بل المطلوب هو إظهار شجاعة فعلية بتحمل المسؤولية دون تبرير
فـ ليس من الشجاعة أن تلقي باللوم على الحكام أو أرضية الميدان أو سوء الحظ أو أسلوب
لعب الخصم أو جدول المباريات أو الإصابات . . أو غيره من الأعذار التي من السهل اختلاقها
وهذا لا يعني أنها غير موجودة أو لا تحدث ؛ لا أبداً . ولكن الأفضل أن يتماشى المدرب مع
المثل الشهير الذي يقول : " أن تضيء شمعة واحدة . . خير من أن تلعن الظلام ألف مرة "
2 ) التعامل المثالي مع الإعـلام ، والضغوطات !!
الإعلام ، هو السلاح الاقوى والاخطر ، وهو من لابُد من إستخدامه . وإذا ما نظرنا
إلى بارسا بيب كـ نموذج مثالي ناجح يقاس عليه . فإن تعاملهم مع الإعلام يدرس !
ولاشك أن هناك " استثناءات " قد تحدث ؛ بل لابد أن تحدث ! ولكن الحديث عموماً . .
عن تعامل مثالي تحسّن فيه من صورتك . . وتظهر من خلاله الكثير من الإحترام لخصمك
فـ غوارديولا - كـ مثال لا للحصر - وخلال سنوات عمله في برشلونة أو حالياً مع البايرن
لم يظهر بـ تصريح يسيء إلى نادي أو يهيّج الرأي العام أو يقلل من خصمه أياً كان . .
والأمر لا يتقصر في تصريح أو تعامل المدرب " مباشرةً " مع الإعلام . بل إنه يجب
أن يكون مسؤولاً عن لاعبيه - قدر الإمكان - وأن يتحكم بـ اللسان كما يتحكم بالجسد
3 ) فــن الـتـعـامل مع الأزمات ، والأوقات الحرجة !!
أن تسير الأمور طبيعية دائماً ، فـ ذلك يعني انها ليست كُرة القدم ، فـ كرة القدم كثيراً
ما يكون المُدربين تحت كثير من الإختبارات الصعبة وامام حواجز ومطبات معقدة !!
الإصابات ، الإيقافات ، الإقصاءات ، الأزمات ، رحيل النجوم ، التبديلات .. إلخ
لا تكاد تمر احدها على اي مُدرب في العالم ، وهُنا ، يكون الإختبار الحقيقي والفعلي
هناك من ينجح في الإختبار ، وهُناك من ينجو ، وهُناك من يخرج بأقل الخسائر ،،
كما ان هُناك من لا يبحث عن الحلول ، بـ حجة انه " امتلك عذراً " لتبرير الفشل !
4 ) صقـل المـواهـب ، دراسـة الإمكانيـات ، وتفجير الطاقات
صناعة النجوم ، ليس امراً سهلاً ، وتفجير الطاقات لا يأتي إلا بعد ان تتبنى الموهبة ،،
قـد يكون هُناك العـديد من المواهب ، لكن سوء التبني ، او التجاهل ، يكون سبباً لفشلها
الامر الآخر ، معرفة ودراسة الإمكانيات ، يخدم الفريق ويوضّح لنا فكر وذكاء المُدرب ،،
فـ المُدرب الناجح ، من يستطيع ان يصنع فريقاً ، بـ زاد بشري مُتوسّط ، لا قليل ولا كثير
يكون ذلك ، من خلال دراسة الإمكانيات ، وتوظيف اللاعب في مراكز مُختلفة ، تساعد
المُدرب في إيجاد حلول تكتيكية ، دون الحاجة إلى تغييرات ، او تبديلات ، او استقطابات
5 ) الإعتمـاد على " شباب " و اكاديمية النادي
الإعتماد على شباب النادي ، لا يعني فقط " توفير الاموال " ، ولكن يعني توافر المواهب
ووفرة اللاعبين ، وتعدد الحلول ، وحصاد لغرس ثقافات النادي ، بل ومكاسب مادية أيضاً
3 ) فــن الـتـعـامل مع الأزمات ، والأوقات الحرجة !!
أن تسير الأمور طبيعية دائماً ، فـ ذلك يعني انها ليست كُرة القدم ، فـ كرة القدم كثيراً
ما يكون المُدربين تحت كثير من الإختبارات الصعبة وامام حواجز ومطبات معقدة !!
الإصابات ، الإيقافات ، الإقصاءات ، الأزمات ، رحيل النجوم ، التبديلات .. إلخ
لا تكاد تمر احدها على اي مُدرب في العالم ، وهُنا ، يكون الإختبار الحقيقي والفعلي
هناك من ينجح في الإختبار ، وهُناك من ينجو ، وهُناك من يخرج بأقل الخسائر ،،
كما ان هُناك من لا يبحث عن الحلول ، بـ حجة انه " امتلك عذراً " لتبرير الفشل !
4 ) صقـل المـواهـب ، دراسـة الإمكانيـات ، وتفجير الطاقات
صناعة النجوم ، ليس امراً سهلاً ، وتفجير الطاقات لا يأتي إلا بعد ان تتبنى الموهبة ،،
قـد يكون هُناك العـديد من المواهب ، لكن سوء التبني ، او التجاهل ، يكون سبباً لفشلها
الامر الآخر ، معرفة ودراسة الإمكانيات ، يخدم الفريق ويوضّح لنا فكر وذكاء المُدرب ،،
فـ المُدرب الناجح ، من يستطيع ان يصنع فريقاً ، بـ زاد بشري مُتوسّط ، لا قليل ولا كثير
يكون ذلك ، من خلال دراسة الإمكانيات ، وتوظيف اللاعب في مراكز مُختلفة ، تساعد
المُدرب في إيجاد حلول تكتيكية ، دون الحاجة إلى تغييرات ، او تبديلات ، او استقطابات
5 ) الإعتمـاد على " شباب " و اكاديمية النادي
الإعتماد على شباب النادي ، لا يعني فقط " توفير الاموال " ، ولكن يعني توافر المواهب
ووفرة اللاعبين ، وتعدد الحلول ، وحصاد لغرس ثقافات النادي ، بل ومكاسب مادية أيضاً
وليس مصادفةً أن نرى الأندية التي تتميّز بالإستمرارية ؛ وأن يكون إحدى أسرارها هو
أن قاعدة وأساسات هذا الفريق هي من " أبناء النادي " ومن المواهب التي نشأت هناك
برشلونة في العام الماضي استطاع أن يلعب بـ " 11 لاعب أساسي " من أبناء النادي
وهذا يلغي قول أن الأمر مستحيلاً . . ولكنه لا يخفي حقيقة أنه صعب ؛ ولكنه يظل مُمكن
6 ) غرس ثقـافة " الفـوز " في الفريق واللاعبين !!
يُقال : " ليس المهم ان تفوز او تخسر ، المهم ان تظهر 100% من مستواك " ،،
تلك العقلية ، وذلك الفكر ، وهذه الحكمة ، هي من تقود إلى النتائج والادء الافضل !!
وفي الظروف الطبيعية وحين تتساوى الحظوظ " ورقياً " . . فإن المدرب الكبير ليس ذاك
الذي يريد أن يخرج من عنق الزجاجة ! ولكن ذاك الذي يفرض الإيقاع ولا يُفرض عليه !
الأمر لا يقتصر في هذ الجانب فقط ؛ بل حتى في الجانب الآخر . . حين لا يكون الفريق
في أفضل أيامه ومراحله ؛ فإنه يظل قادراً على الفوز ويملك دائماً " شخصية البطل "
7 ) ألقـاب ، تتويجات . . واكثـر من ذلك ! !
بالتأكيد ، فـ إنه من المُهم ان يفوز المُدرب بالألقاب ، وان يتوّج جهود الموسم ببطولة ،،
وبالتأكيد ، فـ إن العبرة ليست بـ " الكم " ، بل هي بـ " الكيف " ، لنعرف قيمة المُدرب !
النجاح الحقيقي للمُدرب ، لا يكمن في نجاح الفريق فقط ، بل حتى نجاح لاعبيه ،، ويكون
ذلك بالتتويج الجماعي والفردي ، وتميّز لاعبي الفريق ، دليل مؤكد على تميّز المُدرب !!
ومن المُهم قول ان النجاح للاعب ، والإنجاز الفردي ، يعود بالتأكيد بالفضل إلى المُدرب
وهذا ما يجعله يُسجل ضمن إنجازات ونجاحات المُدرب دون ان تكون نجاحاً كبيراً بالتاكيد
8 ) دخـول " التـاريخ " وتغيير " تفـاصيلـة " !!
عندما نبحث عن مقياس للأفضل تاريخياً ، فـ نحن بالتأكيد يجب ان نتحدث عن تفاصيل
وعن آثار يتركها المُدرب للتاريخ ، بأرقام ، إنجازات ، بطولات ، إنجازات ، وسوابق !
وبالتأكيد ، فإنني عندما اتحدث عن " شيخ المُدربين " فأنا لا اتحدث عن الـ 48 بطولة
التي نالها في تاريخه مع انديته ، بل اتحدث عمّا صنعت له هذه البطولات ولأنديته .. !!
مانشستر يونايتد ، بات زعيم إنجلترا محلياً ، وتغيّر تاريخه كثيراً مع السير ، البارسا مع
غوارديولا حطم الأرقام القياسية ، تشلسي مع مورينهو حقق اكثر ممّا حقق في تاريخه !!
9 ) الإستمراريّـة ، اصعب وابرز عوامل النجاح ! !
اراني اختلف كثيراً ، مع من يقول ان " تغيير البيئة " هو الإختبار الحقيقي ،، نعم هو
اختبار جيّد للنجاح او الفشل ، لكن ليس بـ قيمة واهمية " الإستمرارية " على الاداء
حيث انه سـ يكون " مُطالب " بـ ان يظهر بنفس الاداء والرتم والمستوى والإنجاز ،،
بينما المستجد ، يُطلب منه وفق إمكانيات النادي ، وبذلك فالضغوطات حتماً اقل عليه !!
عندما ينخفض مستوى الفريق فإن الضغوطات تُسلّط بشكل اكبر على المُدرب وقد تحدث
" الإقـالة " عند الإستمرار على الإنهيار ، وبالتالي فـ الإستمرارية على النجاح هو الأهم
10 ) فـن " التـسـويـق " النـاجح !
من الأمور التي تُقاس عليها افضلية المُدرب ، هي نجاح التسويق للنادي ! ليس تسويق
الشعار ولا من يأتي من بيع القميص ولا من عوائد النقل والدعاية والإعلانات التجارية
ما أتحدث عنه هو التسويق الميداني وليس التسويق الدعائي . هو تسويق " الأسلوب "
بين من يُعرف بأنه يلعب الكرة الشاملة وآخر يتميّز بالتيكي تاكا وثالث هو ملك الإرتداد !
هُناك من يسوّق لناديه ، ويجعل الاضواء تتجه إلى فريقه ولاعبيه ، وهُناك العكس تماماً
من يجعل " ناديه " وسيلة لتسويق نفسه ومن يجعل الاضواء تتجه نحوه قبل فريقه !
هناك مدرب ناجح . . وهناك مدرب " مبتكر " . من يستطيع أن يجمع الأمرين معاً فقد
اعتلى قمّة الهرم وبات على عرش المدربين . . وهم في تاريخ كرة القدم . . قلة قليلة !
نُقـطـة نــظــام ! !
قـد يرى البعض ان " المقاييس " اعلاه لم تكن عادلة ، ولا مُنصفه ، أو يرى بأن
بعض النقاط مُبالغ بها ، وآخر يرى أن بعضها غير مُهم ولا يعطيه اعتباراً عنده !
فـ اعود إلى ما ذكرته في البداية ، ان لكل شخص " مقاييس " من خلالها يبني الافضلية
أما مقاييسي أعلاه فهي خطوط عريضة . . تصنع للمنطق ميزان . . وللميزان منطق !
وأختتم بالقول أن وضع هذه المعايير وصنع ميزان نقيس ونقارن ونحكم بالأفضلية ؛ خيرٌ
ممن يضع " معياراً " وحيداً للإختيار . . في الغالب : " يبحث فيه عن إجابة يُريدها هو"
بعض النقاط مُبالغ بها ، وآخر يرى أن بعضها غير مُهم ولا يعطيه اعتباراً عنده !
فـ اعود إلى ما ذكرته في البداية ، ان لكل شخص " مقاييس " من خلالها يبني الافضلية
أما مقاييسي أعلاه فهي خطوط عريضة . . تصنع للمنطق ميزان . . وللميزان منطق !
وأختتم بالقول أن وضع هذه المعايير وصنع ميزان نقيس ونقارن ونحكم بالأفضلية ؛ خيرٌ
ممن يضع " معياراً " وحيداً للإختيار . . في الغالب : " يبحث فيه عن إجابة يُريدها هو"
،،
،
أخــوكم / سعــــود !