الاثنين، 17 فبراير 2014

" مـيـزان الـمـدربـيـن . . ومـعـايـيـر الأفـضـلـيـة "



 

-
 
 
 
-
 
 
 
   
" العقلية " و " المفهوم " الحقيقي . . لـ كُرة القدم !!







كثيراً ما كانت لدي قناعة ، بأن " المسلمة " الوحيدة في كُرة القدم ، هي انها لا تحوي
المسلمات فيها . قد يكون ذلك غريباً ، لكنه واقع السنوات ، وحقيقة لتاريخ مديد وحافل

وإن من ابرز الخلافات والحروب في كُرة القدم ، هي حرب " الافضلية " ، حيث تكون
شعوب كرة القدم بـ مختلف انتماءاتها ، رهينه لذلك الفكر ، واسيرة لتلك الإستفتاءات

وإن ما تعلّمته وما اعرفه ، ان في الافضلية ، لا يُمكن ان نقول ان هُناك شخص خاطئ
او شخص متناقض ، لـ مُجرّد طرح رأي ، وبنظرة عامة وسطحية لذلك القول ، مهما كان

إن معظم الخلافات توجد في " التفاصيل " ، وإن كثيراً من سوء الفهم يكون ويكمن
في " المقاييس " ، وبالتأكيد . . متى ما تغير المقياس ، تغيرت النتائج بشكل عـام !

فلا توجد افضلية مُطلقة لأي لاعب ، ولا أي نادي ، ولا أي أمر آخر مرتبط بـ كرة القدم
وهنا . . سـ يكون حديثنا عن أفضلية المُدربين ؛ عن المقاييس ، وعن الآراء حولها !





" ليست هناك حقيقة . . ولكن هناك ميزان عادل "



http://www.sporlog.com/wp-content/uploads/2011/04/Sir-Alex-Ferguson-Jose-mourinho-Pep-Guardiola-SporLog-29.04.2011.jpg



من الصعب ومن غير العادل أن تجزم بـ أفضلية احد المُدربين عبر " مقياس " وحيد فقط
وهذا ما يولّد الكثير من الإشكالات ، بين من يراها ظُلماً ، ومن يبحث عن إجابة عاطفية !

إن من يعتقد أن " البطولات " هي المقياس الحقيقي لأي مُدرب ، فـ هو يلمح بأن الإجابة
سـ تكون " غوارديولا " بأفضلية رقمية مذهلة ، يفوق بها كبار مُدربي العالم عبر التاريخ

وإن من يعتقد أن الأفضلية بـ " النجاحات " فـ هو يبحث عن اسم " مورينهو " ، لكون
البرتغالي نجح في بيئات مُختلفة ، سواءً في بلاده البرتغال أو انجلترا أو في إيطاليـا . . !

وإن من يعتقد أن الافضلية بـ " الإستمرارية " فـ هذا يشير حتماً إلى " فيرجسون " ،، الذي
استمر في تدريب مانشستر لأكثر من ربع قرن " 25 " عام من الخبرة والعمل والنجاحات !
 
 
 
 
 
وإني من خلال الحديث اعلاه . . لا أتفق مع أياً من تلك المقاييس ، بل إن لدي مقياس أخرى 
 أكثر شمولية وتحوي العديد من المعايير التي يجب ان تؤخذ بالإعتبار ضمن حسابات الافضلية
 
فـ إليكم اهم المقاييس والمعايير التي اقيس بها الافضلية وانظر إلى تفاصيلها وتفصيلاتها ، ليس
للبحث عن " حقيقة " لا وجود لها . . ولكن ليكون الإختيار أعدل . . وأقرب للمنطق والصواب !
 
علماً أنه حتى هذه المعايير وتلك المقاييس . . قد يختلف فيها اثنان ؛ حول تميّز واقتدار هذا المدرب
في هذا الأمر من عدمه . ولكن الفكرة هي أن نصنع " ميزاناً " أقرب للعدل ؛ أياً كان الموضوع فيه
 
 
 
 
 
 " المـعـايـيـر الـ 10 لاختيـار الأفضـل "






1 )
المُدرب . . هو من يتحمّل المسؤولية أولاً !





إن تحمّل المسؤولية من أهم الامور التي يجب ان تتوافر في المُدرب ، لا يأتي ذلك مع
القول والتصريحات ، بل المطلوب هو إظهار شجاعة فعلية بتحمل المسؤولية دون تبرير
 
فـ ليس من الشجاعة أن تلقي باللوم على الحكام أو أرضية الميدان أو سوء الحظ أو أسلوب
لعب الخصم أو جدول المباريات أو الإصابات . . أو غيره من الأعذار التي من السهل اختلاقها

وهذا لا يعني أنها غير موجودة أو لا تحدث ؛ لا أبداً . ولكن الأفضل أن يتماشى المدرب مع
المثل الشهير الذي يقول : " أن تضيء شمعة واحدة . . خير من أن تلعن الظلام ألف مرة "




2 )
التعامل المثالي مع الإعـلام ، والضغوطات !!





الإعلام ، هو السلاح الاقوى والاخطر ، وهو من لابُد من إستخدامه . وإذا ما نظرنا
إلى بارسا بيب كـ نموذج مثالي ناجح يقاس عليه . فإن تعاملهم مع الإعلام يدرس !
 
 ولاشك أن هناك " استثناءات " قد تحدث ؛ بل لابد أن تحدث ! ولكن الحديث عموماً . .
عن تعامل مثالي تحسّن فيه من صورتك . . وتظهر من خلاله الكثير من الإحترام لخصمك
 
فـ غوارديولا - كـ مثال لا للحصر - وخلال سنوات عمله في برشلونة أو حالياً مع البايرن
لم يظهر بـ تصريح يسيء إلى نادي أو يهيّج الرأي العام أو يقلل من خصمه أياً كان . . 

والأمر لا يتقصر في تصريح أو تعامل المدرب " مباشرةً " مع الإعلام . بل إنه يجب
أن يكون مسؤولاً عن لاعبيه - قدر الإمكان - وأن يتحكم بـ اللسان كما يتحكم بالجسد





3 )
فــن الـتـعـامل مع الأزمات ، والأوقات الحرجة !!





أن تسير الأمور طبيعية دائماً ، فـ ذلك يعني انها ليست كُرة القدم ، فـ كرة القدم كثيراً
ما يكون المُدربين تحت كثير من الإختبارات الصعبة وامام حواجز ومطبات معقدة !!

الإصابات ، الإيقافات ، الإقصاءات ، الأزمات ، رحيل النجوم ، التبديلات .. إلخ
لا تكاد تمر احدها على اي مُدرب في العالم ، وهُنا ، يكون الإختبار الحقيقي والفعلي

هناك من ينجح في الإختبار ، وهُناك من ينجو ، وهُناك من يخرج بأقل الخسائر ،،
كما ان هُناك من لا يبحث عن الحلول ، بـ حجة انه " امتلك عذراً " لتبرير الفشل !




4 )
صقـل المـواهـب ، دراسـة الإمكانيـات ، وتفجير الطاقات


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/3/35/La_Mas%C3%ADa_de_FC_Barcelona.JPG


صناعة النجوم ، ليس امراً سهلاً ، وتفجير الطاقات لا يأتي إلا بعد ان تتبنى الموهبة ،،
قـد يكون هُناك العـديد من المواهب ، لكن سوء التبني ، او التجاهل ، يكون سبباً لفشلها

الامر الآخر ، معرفة ودراسة الإمكانيات ، يخدم الفريق ويوضّح لنا فكر وذكاء المُدرب ،،
فـ المُدرب الناجح ، من يستطيع ان يصنع فريقاً ، بـ زاد بشري مُتوسّط ، لا قليل ولا كثير

يكون ذلك ، من خلال دراسة الإمكانيات ، وتوظيف اللاعب في مراكز مُختلفة ، تساعد
المُدرب في إيجاد حلول تكتيكية ، دون الحاجة إلى تغييرات ، او تبديلات ، او استقطابات




5 )
الإعتمـاد على " شباب " و اكاديمية النادي





الإعتماد على شباب النادي ، لا يعني فقط " توفير الاموال " ، ولكن يعني توافر المواهب
ووفرة اللاعبين ، وتعدد الحلول ، وحصاد لغرس ثقافات النادي ، بل ومكاسب مادية أيضاً
 
وليس مصادفةً أن نرى الأندية التي تتميّز بالإستمرارية ؛ وأن يكون إحدى أسرارها هو
أن قاعدة وأساسات هذا الفريق هي من " أبناء النادي " ومن المواهب التي نشأت هناك
 
برشلونة في العام الماضي استطاع أن يلعب بـ " 11 لاعب أساسي " من أبناء النادي
وهذا يلغي قول أن الأمر مستحيلاً . . ولكنه لا يخفي حقيقة أنه صعب ؛ ولكنه يظل مُمكن
 




6 )
غرس ثقـافة " الفـوز " في الفريق واللاعبين !!
 

http://blog.donedeal.ie/wp-content/uploads/iStock_000001844974XSmall.jpg

يُقال : " ليس المهم ان تفوز او تخسر ، المهم ان تظهر 100% من مستواك " ،،
تلك العقلية ، وذلك الفكر ، وهذه الحكمة ، هي من تقود إلى النتائج والادء الافضل !!

وفي الظروف الطبيعية وحين تتساوى الحظوظ " ورقياً " . . فإن المدرب الكبير ليس ذاك
 الذي يريد أن يخرج من عنق الزجاجة ! ولكن ذاك الذي يفرض الإيقاع ولا يُفرض عليه !

الأمر لا يقتصر في هذ الجانب فقط ؛ بل حتى في الجانب الآخر . . حين لا يكون الفريق
في أفضل أيامه ومراحله ؛ فإنه يظل قادراً على الفوز ويملك دائماً " شخصية البطل " 




7 ) ألقـاب ، تتويجات . . واكثـر من ذلك ! !






بالتأكيد ، فـ إنه من المُهم ان يفوز المُدرب بالألقاب ، وان يتوّج جهود الموسم ببطولة ،،
وبالتأكيد ، فـ إن العبرة ليست بـ " الكم " ، بل هي بـ " الكيف " ، لنعرف قيمة المُدرب !

النجاح الحقيقي للمُدرب ، لا يكمن في نجاح الفريق فقط ، بل حتى نجاح لاعبيه ،، ويكون
ذلك بالتتويج الجماعي والفردي ، وتميّز لاعبي الفريق ، دليل مؤكد على تميّز المُدرب !!

ومن المُهم قول ان النجاح للاعب ، والإنجاز الفردي ، يعود بالتأكيد بالفضل إلى المُدرب
وهذا ما يجعله يُسجل ضمن إنجازات ونجاحات المُدرب دون ان تكون نجاحاً كبيراً بالتاكيد





8 ) دخـول " التـاريخ " وتغيير " تفـاصيلـة " !!


http://breborn.com/wp-content/uploads/2012/11/football-history.jpg


عندما نبحث عن مقياس للأفضل تاريخياً ، فـ نحن بالتأكيد يجب ان نتحدث عن تفاصيل
وعن آثار يتركها المُدرب للتاريخ ، بأرقام ، إنجازات ، بطولات ، إنجازات ، وسوابق !

وبالتأكيد ، فإنني عندما اتحدث عن " شيخ المُدربين " فأنا لا اتحدث عن الـ 48 بطولة
التي نالها في تاريخه مع انديته ، بل اتحدث عمّا صنعت له هذه البطولات ولأنديته .. !!

مانشستر يونايتد ، بات زعيم إنجلترا محلياً ، وتغيّر تاريخه كثيراً مع السير ، البارسا مع
غوارديولا حطم الأرقام القياسية ، تشلسي مع مورينهو حقق اكثر ممّا حقق في تاريخه !!





9 ) الإستمراريّـة ، اصعب وابرز عوامل النجاح ! !






اراني اختلف كثيراً ، مع من يقول ان " تغيير البيئة " هو الإختبار الحقيقي ،، نعم هو
اختبار جيّد للنجاح او الفشل ، لكن ليس بـ قيمة واهمية " الإستمرارية " على الاداء

حيث انه سـ يكون " مُطالب " بـ ان يظهر بنفس الاداء والرتم والمستوى والإنجاز ،،
بينما المستجد ، يُطلب منه وفق إمكانيات النادي ، وبذلك فالضغوطات حتماً اقل عليه !!

عندما ينخفض مستوى الفريق فإن الضغوطات تُسلّط بشكل اكبر على المُدرب وقد تحدث
" الإقـالة " عند الإستمرار على الإنهيار ، وبالتالي فـ الإستمرارية على النجاح هو الأهم





10 ) فـن " التـسـويـق " النـاجح !






من الأمور التي تُقاس عليها افضلية المُدرب ، هي نجاح التسويق للنادي ! ليس تسويق
الشعار ولا من يأتي من بيع القميص ولا من عوائد النقل والدعاية والإعلانات التجارية

ما أتحدث عنه هو التسويق الميداني وليس التسويق الدعائي . هو تسويق " الأسلوب "
بين من يُعرف بأنه يلعب الكرة الشاملة وآخر يتميّز بالتيكي تاكا وثالث هو ملك الإرتداد !

هُناك من يسوّق لناديه ، ويجعل الاضواء تتجه إلى فريقه ولاعبيه ، وهُناك العكس تماماً
من يجعل " ناديه " وسيلة لتسويق نفسه ومن يجعل الاضواء تتجه نحوه قبل فريقه !
 
هناك مدرب ناجح . . وهناك مدرب " مبتكر " . من يستطيع أن يجمع الأمرين معاً فقد
اعتلى قمّة الهرم وبات على عرش المدربين . . وهم في تاريخ كرة القدم . . قلة قليلة !




نُقـطـة نــظــام ! !




 
 
قـد يرى البعض ان " المقاييس " اعلاه لم تكن عادلة ، ولا مُنصفه ، أو يرى بأن
بعض النقاط مُبالغ بها ، وآخر يرى أن بعضها غير مُهم ولا يعطيه اعتباراً عنده !

فـ اعود إلى ما ذكرته في البداية ، ان لكل شخص " مقاييس " من خلالها يبني الافضلية
أما مقاييسي أعلاه فهي خطوط عريضة . . تصنع للمنطق ميزان . . وللميزان منطق !

وأختتم بالقول أن وضع هذه المعايير وصنع ميزان نقيس ونقارن ونحكم بالأفضلية ؛ خيرٌ
ممن يضع " معياراً " وحيداً للإختيار . . في الغالب : " يبحث فيه عن إجابة يُريدها هو"





،،
 
 
 
 
 
 
،
 
 
 
 
 
أخــوكم / سعــــود !

  
 
 

الأحد، 9 فبراير 2014

" صـبـراً . . عـلـى سـامـي " !


 


-


-



" صبراً . . على سامي ! "



http://s.alriyadh.com/2013/09/21/img/302035080501.jpg 


بعد أن أعلن الأسطورة سامي الجابر اعتزاله اللعب نهائياً ؛ كان يعلم في قرارة نفسه
وبكثيرٍ من الطموحات والأحلام والأهداف أنها " نهاية مرحلة " و " بداية أخرى " !!

سامي لا يملك شهادات عليا ولم يكن طالباً في أكاديمية تعليمية أو خريج معهداً للغات
ومع ذلك لم يرى أن تلك العوامل تشكل عائقاً في تكوين شخصية رياضية مثقفة ومرموقة

كان سامي يرتاد " مدرسته الذاتية " بين طموحاتٍ كبرى وعصارة الخبرة طوال تلك السنوات
وبعيداً عن التعصب واختلاف الميول ؛ بإمكاننا أن نقول بفخر أنه " نموذج مثالي " لقادم الأجيال

بدأ شاباً موهوباً ؛ فـ نجماً لامعاً ؛ فـ أسطورةً حيّة ؛ فـ إداري ناجح ؛ واليوم يدخل عالم التدريب !
وبجانب هذا ؛ هو يجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية وبعضاً من البرتغالية بجانب لغته العربية الأم

ما كُتب أعلاه ليس بحثاً عن التطبيل ؛ ولكن رغبةً في الإشادة بهذا الرجل ولتاريخه الكبير . . وليس
أجمل من ماضيه ؛ إلا طموحاته المستقبلية . . وسعيه إلى تحقيقها وبحثه عن كتابة تاريخٍ آخر عظيم

وفي هذا الموضوع ومن خلال هذا الطرح . . سـ أحاول التذكير بـ حالات تاريخية مشابهه ؛ وأخرى قريبة
أهدف من خلالها إلى توصيل وإيصال فكرة أن " الصبر " مفتاح الفرج ؛ دون أن ننكر أن للصبر حدود !

أتمنى أن أوفّق في إيصال الفكرة . . كما أتمنى منك عزيزي القارئ أن تأخذ المقارنة على الحالات

حيث تأخذ الفكرة ؛ وتترك المقارنة الشخصية بين تاريخ هذا وذاك . . فهذا ليس نقاشنا ولا هو الطرح !


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg_wqd5tZPCaP5dIoJ3m-ZDuv7kzhaGGoFc5zujT0blrDoyZdbVpJJD8MDOX87nAooRQZ4486RLZyBtS8rfAh4jNQb3dR5vs56ELeVXSRww7yKwDTU5qHWJvhDwiRDsPhvlcYMPWmb3Xk0/s1600/maradona+napoli4.jpg


حكاية الأسطورة الكروية الأولى " دييغو ارماندو مارادونا " مع كرة القدم هي الأعظم والأجمل في التاريخ
لم تكن تلك الحكاية عظيمةً في بعض تفاصيلها ؛ ولا ذهبيةً بكل معانيها ؛ ولا الطريق كان مفروشاً له بالورود

في عام 1984 انتقل مارادونا من برشلونة الإسباني إلى نابولي الإيطالي في صفقة قياسية (10 مليون دولار)
ولم يكن ظهور مارادونا ولا مستواه اللامع قد ظهر منذ اللحظة الأولى ولا في الإطلالة الأولى هناك في إيطاليا

حتى إن البعض كان يستكثر ويعارض تلك الصفقة في البدايات ؛ فقد كانوا يرون دييغو " أقل " من تلك الصفقة
وكان الوقت كفيلاً بالرد وإظهار حقيقة أنه كان أرخص صفقة في تاريخ كرة القدم رغم قياسية المبلغ آنذاك !!

أما البطولات وحصد الألقاب ؛ فقد احتاج مارادونا إلى " 3 مواسم " مع نابولي ليحصد أولى ألقابه هناك ؛ حيث
فاز بـ لقب الدوري وكأس إيطاليا عام 1987 . . ومنها بدأت الإنطلاقة الحقيقية لأمجاد دييغو مع نابولي وألقابه

وفي الجانب الآخر . . تولى دييغو تدريب منتخب الأرجنتين ؛ وهو عقيم فكرياً ومفلس تكتيكياً وشبه منعدم أخلاقياً
ولم يكن ملتزم على الصعيد الشخصي والرياضي ؛ حيث يغرق بـ مشاكله الصحية والمالية والأخلاقية والإعلامية

ورغم فشل الارجنتين بشكل كبير مخزي في التصفيات ؛ والخسارة بـ نتائج ثقيلة أشهرها السداسية ضد بوليفيا . .
والتأهل بشق الأنفس إلى مونديال جنوب إفريقيا ؛ إلا أن الإتحاد الأرجنتيني لم يستعجل بإقالة دييغو وأعطاه وقته !

لهذا من المهم أن نقول أن الوقت ليس على كل حال سـ يعطيك نتائج إيجابية ؛ ولكن حينها يمكن أن تكون أكثر
ثقةً بـ أنك قد اتخذت القرار الصحيح والصائب فيما يخص استمرارية هذا اللاعب أو ذاك المدرب من عدمها !


http://estaticos.sport.es/resources/jpg/5/5/1336164963555.jpg 


التجربة الأخرى المغايرة . . قصة غوارديولا وتلك الحكاية الأسطورية من العنوان وحتى أدق تفاصيلها !
حيث كانت الإدارة الكتلونية قد اتخذت القرار الأصعب لها في تاريخها ؛ حين استعانت بالمدرب الشاب وقتها

فـ بعد عامين من الفشل الذريع لفرانك ريكارد (المدرب السابق لبرشلونة) قررت الإدارة الاستغناء عن خدماته
وحين أصبح الفريق متهالكاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . . وقتها جاء قرار التغيير بعد أن أخذ الفرصة كاملةً

أما تعيين غوارديولا ؛ فـ كان كمن يكب الزيت على النار ؛ حيث اعترضت جماهير برشلونة كثيراً على هذا القرار
كيف لهذا المدرب الشاب أن يقود فريقاً قد حققه دوري الأبطال والليغا مرتين والسوبر مرتين في 5 سنوات مضت !

كانت الجماهير بطبيعتها " أسيرةً " لماضيها ؛ تخشى مفاجئات المستقبل وتضع يديها على القلب مع كل قرارٍ جديد
كانت تظن أن المهمة أكبر من بيب وكانت ترى أن غوارديولا سيجعل من البارسا مختبراً ومن لاعبيه فئران تجارب !

وفي أول 4 مباريات رسميّة لبيب مع برشلونة . . خسر في مباراتين وتعادل في ثالثة وفاز في واحدة فقط ! ما جعل
الجماهير تجزم بأن تلك الظنون كانت صحيحة ؛ وأن بيب أسطورة النادي كـ لاعب ؛ سـ يحرق تاريخه ويحرق ناديه !

وما هي إلا أسابيع قليلة . . حتى بدأت تلك الظنون تتلاشى ؛ والثقة به تزداد يوماً بعد يوم ؛ ولقاءً بعد لقاء . . حتى
أصبح بيب معشوقاً للجماهير كـ لاعب وكـ مدرب ؛ وحتى انتهى موسمه بـ ثلاثية وأنهى العام بـ " سداسية " للتاريخ

وفي المقابل ؛ كانت الجماهير عموماً ترى برشلونة قد انهار وأيام بيب انتهت مع كل سقوط وبعد كل تعثّر ! كانت تلك
مجرّد أوهام ومخاوف من الكتلان حول ناديهم ؛ وكانت تلك في الجانب الآخر . . أحلام وأمنيات الخصوم والمنافسين !

الفكرة في النهاية ليست للقول أن تجربة غوارديولا يمكن أن تتكرر ؛ بل إنها بقناعة تامة تعتبر نادرة بل هي استثنائية
ولكن يجب أن نقول أن الحكم بعد كل مباراة أو جولة هي أحكام واهية ؛ لم ولن تعطي يوماً نتائج دقيقة ولا صحيحة أبداً 


http://www.egyptianpeople.com/picupload/news/17632/201301031357238092.jpg


آرسين فينجر وحكاية أخرى عظيمة من حكايات الصبر والوفاء . . حيث لم تنسى جماهير الأرسنال سنواتها
العظيمة ونتائجها الفريدة مع فينجر في ثمان سنوات أولى تاريخية ؛ لتبقى صابرة على ثمانٍ أخرى عجاف !

فينجر الذي لا يختلف عليه اثنين على أنه واحد من أعظم مدربي العالم ؛ يفشل في حصد أي لقب محلي منذ
8 سنوات ولا ينجح بالحصول على أي لقب أوروبي طوال تاريخه . . لم يشكل ذلك عائقاً لجماهير القنرز معه

فينجر الذي قضى سنوات طويلة يوافق الإدارة على سياسة التوفير ويرفض جلب صفقات كبرى عظيمة . .
وفينجر الذي لطالما كان يستفز الجماهير ببيعه لنجوم الفريق الكبار ؛ دون أن يعوضهم بـ لقب أو حتى بنجم !

ومع ذلك لا تزال جماهير الأرسنال تثق به وتحبه وتصبر بل تراهن عليه ! ومهما كانت هناك شريحة ترفض
استمرارية الفرنسي ؛ إلا أن الأغلبية لا تزال مؤمنه به إيماناً كاملاً . . ولا تغيب يوماً عن الدعم والحضور !

لا أقول أنه يجب على الجميع أن يكون شاكراً ومقدراً للتاريخ ؛ بأن يعفو عن الزلات ويصبر حتى هذا الحد !
ولكن أقول أنه درس عظيم في الصبر والوفاء ؛ رغم حرقة الخسارة ومرارة الإفلاس عاماً بعد عام دون تغيير .



http://www.albawaba.com/sites/default/files/im/Sport/tata_martino.jpg


وبالعودة مجدداً إلى برشلونة ؛ فهو هذه الأيام لا يمر بـ أفضل حالاته الفنية ولا أجمل لحظاته الكروية . .
حيث يعاني من الإصابات ويعاني من استهلاك الاسلوب ويعاني من تراجع الاداء ويعاني الانسجام مع مدربه
 
الحضور الجماهيري في " الكامب نو " ملعب برشلونة بات ضعيفاً بل هو الأسوء منذ عقود وليس سنوات فقط
مع أن النادي الكتلوني لا يزال ينافس على كل البطولات ؛ ولا يزال يملك الفرصة للعودة والفوز بها جميعاً (ورقياً)

عزوف الجماهير عن الحضور له أسبابه الخاصة البعيدة عن كرة القدم (كـ اللعب في وقت متأخر بشكل مستمر) 
لكنه كذلك فيه اعتراض على مستوى وأداء الفريق ؛ بـ طريقة راقية ومثالية . . دون اتهام أي طرف بالتقصير !

جماهير برشلونة لم تهاجم المدرب أو تهاجم اللاعبين أو تهاجم الإدارة . . رغم التخبطات الواضحة أمامهم ؛ هي
اختارت الطريقة الأنسب والأفضل لتوبيخ الفريق وعتابه ؛ دون تجريح أو تقليل أو نكران لعملهم طوال تلك السنين !


http://cdn.akhbaar24.com/d77853c8-5d09-431b-a9b8-76509c051366.jpg


" محلياً " . . فإن نادي الفتح المتواضع مادياً والمتواضع جماهيرياً والمتواضع فنياً والمتواضع تاريخياً ؛ مقارنةً
بـ كبار الأندية في السعودية كـ الهلال والنصر والإتحاد والأهلي والشباب وغيرهم . . إلا أنه صنع مفاجئة تاريخية !

الفتح حقق الدوري السعودي بعدد قياسي من النقاط وحقق كذلك الفوز بالسوبر السعودي ؛ وكان الفضل في تتويجهم
بعد توفيق الله ؛ هو استقرار الجهاز الفني . . بعيداً عن الضغوطات الجماهيرية والمطالبات الموسمية بالفوز والألقاب

وكأن الفتح يعطي درساً لكل الأندية ؛ بأن التاريخ لا يلعب . . وأن الأموال مجرد وسيلة . . وأن العمل الجاد وحده هو
من يحول بين الفريق والبطولة . . بعيداً عن العوامل الأخرى كـ الحظ وتعثر المنافسين والإصابات ودعم الجماهير !

ما اقصده من هذا الاستشهاد بـ أنه ليس عليك أن تكون الهلال أو الإتحاد أو غيره . . حتى تكون بطلاً ! لا يجب أن نكون
مهووسين بالتاريخ والماضي . . رغم أن هذا الأمر لا يعني أن نرمي التاريخ جانباً ؛ وألا نفخر أو نتغنى به ! لا أبداً . .



http://media.linkonlineworld.com/Gallery_Videos/Images/2013/11/28/723323.jpg


وآخر وأبرز الأمثلة . . هو المدرب الذي أبدي إعجابي الشخصي به وبعمله الكبير هو وإدارة وجمهور النادي . .
ألا وهو " كارينيو " مدرب نادي النصر ؛ الذي يحقق موسماً تاريخياً عظيماً ؛ ويعيد سنوات وأمجاد الماضي للأصفر!

كارينيو الذي يملك خبرة كبيرة في عالم التدريب ؛ وكارينيو الذي خصصت له ميزانية كبيرة ؛ وكارينيو الذي يملك دكة
قوية ومثالية ؛ وكارينيو الذي لا يواجه ضغوطات جماهيرية كبيرة لتحقيق البطولات أو المحاسبة العسيرة عند الفشل !

لم ينجح كارينيو في أولى مواسمه مع نادي النصر ؛ وكان ثاني مواسمه هو الأجمل حيث اتضحت فيه ملامحه الفكرية
وانعكست أفعاله وبصماته ولمساته على الفريق بشكل أوضح . كل هذا كان نتاجاً للصبر والإيمان والثقة الممنوحة . .

وحين نقارن بين حالة سامي وحالة كارينيو ؛ فإن سامي يقدم موسم أفضل من موسم كارينيو الأول مع مراعاة الفوارق
ومع بقاء بطولة " كأس خادم الحريمين الشريفين " وكذلك المنافسة على دوري أبطال آسيا هذا الموسم في المجموعات


http://i1.ytimg.com/vi/ccDn--hfjJg/maxresdefault.jpg


لدي قناعتي أن الجمهور الأزرق هو أعظم جمهور في الكرة السعودية مع كامل حبي واحترامي
لبقية الأندية من روعة الاهازيج الإتحادية مروراً بقلعة الراقين وانتهاءً بـ جماهير الشمس . .

لكن ما يعيب على الجمهور الهلالي هو " سرعة الأحكام " والاستعجال بـ حصد الألقاب . دون أدنى
نظرة إلى الظروف المحيطة وإلى إمكانيات الفريق وإلى وضع المنافسة وغيره . . لذلك يقسون !

الجمهور الهلالي لا يجد خجلاً من إطلاق لقب " سبّاك " على مدرب له تاريخه وإمكانياته لمجرد أنه
لم ينجح مع الهلال ؛ وربما يكون هذا الفشل مجرد فشل لحظي . . في جولة أو اثنتين أو حتى بطولة !

الهلال لم يعوّد جماهيره على الابتعاد عن البطولات ؛ وهذه " ضريبة الزعامة " ولكن على جمهور
الهلال أن يكون أكثر وعياً حين يصبر ويتشجع ويدعم الفريق حين يكون عاجزاً عن تحقيق البطولات

فـ كيف ونحن نتحدث عن أسطورة عظيمة لهذا الكيان ؟ حين يقود الفريق ويحتاج إلى الدعم والمؤازرة
ليجد أن الجماهير تقسو عليه منذ السقوط الأول . . بل إن بعضهم قد انساق لإسقاطات المنافسين والخصوم

هناك من كان يضحك على حزامه ويسخر من لباسه ويهزء من حذائه ولا حديث له غير زراعة الشعر ولون القميص !
كان هذا في بدايات سامي وليس في معترك الموسم أو حسم الختام ! كأنما اتخذوا سقوطه . . انتصاراً لهم وفوز ! 

لا أقول أنه يجب علينا الصبر على سامي حتى النهاية ؛ ولا أدّعي أن نجاح سامي مسألة وقت . كل ما أتمناه
أن نشجع ونقف مع سامي حتى يأتي الوقت الذي نتعب فيه من الدعم ؛ ويعجز فيه سامي عن تقديم المزيد !

سامي لم يأتي إلى الهلال بحثاً عن المال ؛ ولا رغبةً في الشهرة وفلاشات الإعلام ؛ بل إنه قد يرهن تاريخه
من أجل البحث عن مجدٍ آخر للهلال ! هو لا يريد غير الدعم . . وأقل الإيمان أن نصبر عليه بـ " صمت " !!

موسم آخر ؛ لعلّه يستفيد من أخطاء الموسم الأول . . ويثبت أقدامه بشكل أكبر مع الهلال . . ويتخذ حينها
قرارات حاسمة ؛ تحسم مستقبل الفريق ولاعبيه . . وتجعلنا نحسم موقفنا مع سامي في نهاية ذلك الموسم

 أقول هذا حين أرى مدرب جيّد يقود الهلال . . فـ كيف وهو ابن الهلال ؟ ولا تنخدعوا بأكاذيب البعض حوله
فـ النصر لم يعد للبطولات بسبب سامي ؛ وإلا لما فادت أمنيات نادي الفتح بـ بقاء كارينيو مدرباً للنصر مثلاً !



 " ولو كان التغيير واجباً عند كل فشل . . لأخفى التاريخ نصف العظماء !  "




،،





،


  

أخـوكم / سعـود !