-
-
لو جاء أحدهم وأعطى انطباعاً وتصوراً وحكماً على فيلم معين . .
لم يرى منه إلا " المشهد الأخير " . . كيف سـ يتقبل الناس رأيه ؟
ولو جاء أحدهم وأعطى انطباعاً وتصوراً وحكماً على مباراة . .
لم يرى منها إلا " النتيجة " فقط . . كيف سـ يتقبل الناس رأيه ؟
من خلال هذا التساؤل . . تبدأ فكرتي وتنطلق كلماتي وتكتب رسالتي
التي لا أبحث من خلالها عن الرضا . . ولكن عن المنطق المفقود !
المنطق الذي يمنع التلوّن ويرفض الانتقائية ويحول بين المرء وعاطفته
والمنطق الذي يتطلب الغوص في المضمون والبحث عن تفاصيله . .
لم يرى منه إلا " المشهد الأخير " . . كيف سـ يتقبل الناس رأيه ؟
ولو جاء أحدهم وأعطى انطباعاً وتصوراً وحكماً على مباراة . .
لم يرى منها إلا " النتيجة " فقط . . كيف سـ يتقبل الناس رأيه ؟
من خلال هذا التساؤل . . تبدأ فكرتي وتنطلق كلماتي وتكتب رسالتي
التي لا أبحث من خلالها عن الرضا . . ولكن عن المنطق المفقود !
المنطق الذي يمنع التلوّن ويرفض الانتقائية ويحول بين المرء وعاطفته
والمنطق الذي يتطلب الغوص في المضمون والبحث عن تفاصيله . .
ميسي وكريستيانو . . واحتكار لعرش الأفضلية منذ 6 سنوات (بدءً من 2008) !
كان للأرجنتني نصيب الأسد منها بـ 4 تتويجات متتالية وللبرتغالي كرتين من الذهب
هذا الإحتكار وتلك المعركة وهذه المنافسة بين الطرفين كانت مستحقة بعيداً عن أي تبرير
بين إنجازات كبرى وأرقام عظيمة ومساهمات فعّالة اختلفت فيها النسبة والمقدار بينهما . .
قد يرى البعض أن سوء المنافسين كان سبباً في حدوث هذا الاحتكار الذي طال وقته وامتد
ويرى آخرون أن مستوى الاثنين معاً يفوق بقية المجتهدين وأصحاب الطفرة الموسمية !
وأياً كان ما يراه المتابع صحيحاً . . وأياً كان مصير الجوائز والاختلاف والاتفاق معها
فإن ما يقدمه الاثنان من مساهمة لا يمكن مقارنته مع أي لاعب آخر في هذا الجيل والعصر
الجميع يعلم ميولي ويعرف اختياري ولا يجهل من أفضّل . . ويدرك أنه لم يراودني الشك
في قراري هذا . . الذي يحكم على المسيرة لا على أفضلية أسبوع أو شهر أو حتى موسم
بل إن الأمر يتجاوز المسيرة ويبحر في التفاصيل ويصطاد من المعلومات ما يشبّع أحكامه
مبتعداً كل البعد عن الانتقائية ومصرّاً كل الإصرار على وضع معايير للحكم بالأفضلية !
كنت ولازلت وسـ أظل مقتنع أن لغة الأرقام " خدّاعة " أحياناً . . ولطالما اعتبرتها دعامة
ولم أجعلها يوماً مقياساً لتحديد الأفضلية واختيار الأفضل دون تفاصيل ومعايير أخرى . .
سـ أوضح الفكرة بـ مثال بسيط : في تاريخ دوري الأبطال الميلان يملك " 74 انتصار " فقط
بينما اليونايتد يملك " 107 انتصارات " . لكن ؟ ميلان بطل 7 مرات واليونايتد بطل 3 مرات
أيضاً في دوري الأبطال اليوفي لا يملك سوى بطولتين فقط . لكن هذا لا يعني أن مسيرته متواضعة
فـ عندما ندخل في التفاصيل سـ نجد أنه خسر " 5 نهائيات " كـ أكثر من احتل الوصافة في البطولة
منذ صغري لم أسمع عن العظمة في كرة القدم إلا ويوضع اسم بيليه في مقدمة الحديث . .
ولا يذكر بيليه إلا ونسمع عن الأسطورة الذي سجل أكثر من " 1000 هدف " في مسيرته
لم أكن لأشكك بـ أسطورية بيليه ولا تاريخه الحافل ولا إنجازاته المفوّضه للحديث عنه
ولكني في يوم من الأيام قررت أن أقرأ عن مسيرة بيليه وأخوض في تفاصيله التاريخية
وجدت ما لا يقلل من قيمة وأسطورية البرازيلي ولكن ما لا يوافق مسامعنا وما خُيّل لنا !
نعم بيليه سجل (1088 هدف) مع سانتوس . . لكن منها (455) هدف في مباريات وديّة
أي تقريباً نسبة (41%) من أهدافه كانت في مباريات غير رسميّة . أي أن تلك المعلومة
الرقمية تفضحها التفاصيل (الرقمية) أيضاً . وهناك حقائق كثيرة في كرة القدم تغيّب تفاصيلها
بالعودة للحديث عن ليو وكريس . . وعن وجوب وضع معايير ومقاييس للحكم بالأفضلية
فإني أرى من مؤيدي كريس حديثاً عن الكم فقط ومن عشاق ميسي رأياً بالكم والكيف . .
وقبل أن أخوض في تفاصيل هذا الأمر . . فإنه من المهم القول أن عشاق ريال مدريد (العرب)
منذ 2009 وحتى هذه اللحظة ؛ لا نجد منهم إنصافاً لأفضلية ميسي على كريستيانو أبداً . .
أي أن تحقيق العاشرة وكسر الرقم القياسي للأهداف في دوري الأبطال ليس الأمر الذي دعى
عشاق الريال ومحبي كريستيانو لعقد المقارنة وتأكيد الأفضيلة . . بل الأمر يسبق هذا بـ كثير !
في سنوات المجد مع بيب غوارديولا كان يُنسب تألق ميسي إلى زميليه تشافي وإنييستا . .
واستثناءً قالوا أنه محابى وسرق الكرة الذهبية من شنايدر (رغم أن ليو حقق عدة إنجازات وقتها)
لكن الغريب هو تفضيلهم لأوزيل ودي ماريا على حساب الثنائي الإسباني ولا يُعد كريس محظوظاً
والأكثر غرابة أن الفوز على حساب ريبري (دون الحصول على أي لقب) لا يُعد سرقة ولا محاباة
تلك الأمور وغيرها من الأقاويل توحي وتعطي انطباع على أن الحكم والرأي ليس عقلاني ولا منطقي
في لحظة يكون من الصعب جداً الاعتراف بـ أفضلية غريم وتميز منافس وتفوق عدو وسيادة خصم . .
ليس هناك شكوك حول روعة كريستيانو . . اللاعب الذي لا يضع سقفاً لطموحه ولا حداً لتطوّره !
رغم قناعتي أنه منذ انتقاله إلى مدريد . . فقد بدى وكأنه لاعب آخر مختلف ليس كمن كان في اليونايتد
لاعب تغيرت مهامه ووظائفه وأسلوبه ولعبه وطموحاته وأهدافه وحتى عقليته . . للدرجة التي تشعرك
أنه لاعب آخر غير من كان يرتدي القميص الأحمر ؛ لا تعرفه إلا من وضعيته حين يسدد ركلاته الحرّة
اختفت فيه بعض المزايا وتطورت فيه أخرى . . غابت عنه بعض الأمور وحضرت عنده أخرى !
لم يعد مهارياً ولا جماعياً كما في السابق . . ولكنه لم يكن يسجل ويحطم الأرقام كما هو عليه اليوم
في الجهة الأخرى نجد أن نمو وتطور ليونيل ميسي أكثر شمولية ؛ بحيث يغطي جميع وظائفه ولا يخفيها
ميسي تطور في الركلات الثابتة وتحسن في صناعة الأهداف وانفجر في تسجيلها وتحطيم الأرقام . .
( الموهبة )
لدي قناعة أنه مهما وصل العلم وانتج العلماء واخترع العباقرة تلك الأجهزة الذكية والرجل الآلي (روبوت)
فإنه مهما كانت روعته وعمله وأدائه . . فهو لا يمكن أن يجاري ولا حتى يقارب صنع الخالق للإنسان !
وعليه بـ القياس فإن كريستيانو واستثماره العظيم في نفسه وكيف تغير جذرياً بين 2004 - 2014
فإنه لا يمكن أن يقارن بمن شاهدنا له فيديوهات وهو بسن الخامسة ويلعب بنفس الشكل والطريقة والأسلوب
سبق وأن ذكرت مثالاً على أن أعظم بروفيسور في الرياضيات لا يستطيع أن يجاري طفلاً في العاشرة
ممن آتاهم الله قدرة وموهبة في إجراء حسابات معقدة في ذهنه دون الاستعانة بـ آلات حاسبه ولا غيرها
ربما يكون ليونيل محظوظاً بـ تلك الموهبة ولم يتعب للحصول عليها تماماً كمن وهبه الله جمالاً ووسامه !
في الجانب الآخر فإن كريستيانو قام بعمل تاريخي وطفرة واستثمار في نفسه وكانت نتائجها منطقية للغاية
( الجماعية )
(تحركات ليونيل ميسي)
(تحركات كريستيانو رونالدو)
يختلف الإثنان في الخصائص والوظائف والمهام (فضلاً عن الموهبة) ؛ ولكلٍ منهما طريقة لعب مختلفة !
لن أتحدث في أسلوب لعب فريقيهما لأنه يصعب إن لم يكن مستحيلاً التنبؤ بـ فرضيات والبناء على (لو) .
ميسي يبدو أكثر جماعية وكريس بدى أقل جماعية مما كان عليه في اليونايتد ؛ أياً كانت مبررات هذا الاختلاف
ميسي يميل إلى الاستلام ثم التسليم والاستلام مجدداً بينما كريستيانو يعتمد على الاستلام والانطلاق على الأطراف
ووفقاً للخريطة الحرارية أعلاه فإنه من الواضح أن معظم تمركز ميسي من دائرة المنتصف حتى منطقة الجزاء
بينما يبدو كريستيانو على الجناح الأيسر وداخل منطقة الجزاء بشكل أكبر من المناطق الأخرى في الميدان . .
ووفقاً للأرقام ولغة الإحصاء فإن ميسي في الليغا (منذ مجيئ كريستيانو) ووفقاً لـ إحصائيات ESPN الرياضية
فإن ميسي يملك (71) أسيست في الدوري ؛ بينما كريستيانو - في نفس الفترة - يملك (41) أسيست فقط !
تتحدث صحيفة الماركا المدريدية في عدة تقارير لها وتشيد بـ قدرات ميسي الجماعية وقدراته بـ إجادته ليو
على التسجيل والصناعة في آن واحد وهو ما يعطي للفريق الكتلوني ميزة وكأنه يلعب بـ " 12 " لاعب . .
ميسي في كل موسم نجده بـ جانب المنافسة التهديفية ؛ فإنه يزاحم صانعي الأهداف بـ عدد الأسيست . .
بينما كريستيانو ومنذ رحيله عن مانشستر أصبح تميّزه في التهديف أعلى لكن صناعته للأهداف تراجعت
الأمر لا يتوقف فقط عند صناعة الأهداف ؛ فـ حتى في صناعة الفرص المحققة فإن ليونيل ميسي يعتلي الصدارة
سواءً في المونديال الماضي أو في الليغا حالياً ! ودائماً ما يكون واحد من اللاعبين الذين ينافسون على هذه أيضاً
ورغم أن البعض يعتقد أن 2014 هي سنة كريستيانو العظيمة وأن أرقامه تتفجر وسمائه تمطر أهدافاً . .
إلا أن المفاجئة أنه في هذا العام وحتى الآن فإن ميسي (مع النادي والمنتخب) ساهم بـ أهداف أكثر من كريس
فـ الأرقام تقول أن ميسي ساهم بـ 57 هدف حتى الآن بين التسجيل والصناعة بينما كريستيانو ساهم بـ 55 هدف
حتى عدد " المراوغات " فإن ميسي أكثر من يراوغ خصومه ويتجاوز الدفاعات أمامه ويتصدر وينافس عليها !
وعلى مستوى المحصلة الرقمية النهائية . . فـ تخيّل عزيزي القارئ أن ليونيل ميسي ساهم بأكثر من 100 هدف
في موسم واحد فقط (أي في عدة أشهر وفي أقل من عام) كانت حصيلتها أربع ألقاب تحت قيادة بيب غوارديولا
مثل هذه الإنجازات الممزوجة بالمستويات والمدعمة بالأرقام والمكتملة بالألقاب . . لا تترك مجالاً للآخرين بمنافستها
ولا تعطي فرصة للملاحقين بـ الوصول حتى إلى ظلالها ! سـ تبقى محفوظة في سجلات التاريخ طويلاً . . وطويلاً جداً
عندما نترك الكم كله في جانب ونتحدث عن الكيف . . فإنه وبكل وضوح . . تظهر الفوارق شاسعة !
يتضح من خلالها المعنى الحقيقي للموهبة وتبين فيها كل معاني الإجتهاد والعمل الجاد والتدريب الشاق
قدرة ميسي على التحكم بالكرة حتى في أضيق المساحات لا يجاريه فيها إلا القلائل في كرة القدم . .
بينما كريستيانو يصبح ملكاً . . بمجرد أن تتوفر له المساحات التي يحتاجها ؛ ويبدو تائهاً حين يُحاصر !
هذا لا يجرّد البرتغالي من روائع الكيف لديه ؛ ولا يعرّيه من أية جمالية . . فهو الآخر لديه ما يميّزه
لكن الحديث عن أن ليونيل ميسي لديه أسلوب خاص وفريد ؛ لا يدركه عمل ولا يصل إليه اجتهاد . .
حاولت مجتهداً البحث عن أفضل الفيديوهات وأكثرها وضعاً للأسيست لكلا اللاعبين . . حتى نشاهد
طريقة صناعتهما للأهداف ؛ ويظهر لنا قدرات كل منهما على التمرير . . بين الدقة والجمال والروعة
( هنا أسيست كريستيانو رونالدو ) . . ( هنا أسيست ليونيل ميسي )
وأخيراً . . فـ حتى على مستوى الاحتفال ؛ ميسي يحب أن يحتفل مع أعضاء فريقه ويشكر الله بطريقته
بينما يفضّل كريستيانو أن يجري لوحده وأن يستعرض عضلاته وأن يختتم الفرحة بالإشارة إلى نفسه أولاً
( الإعلام )
قبل فترة شاهدت صورة لمجموعة من الرجال يسيرون في الشارع ويحملون حذاء رياضي على يديهم
ثم قرأت تعليقاً عليها في الأسفل . . يقول أن هؤلاء مجموعة من لاعبي كرة القدم يسيرون تجاه النادي !
تلك الصورة كانت قديمة ولا أتذكر أنها كانت ملوّنة حتى . . ولكنها كانت تحمل الكثير من المعاني لي
وكانت توضح أن لاعبي كرة القدم في السابق كانوا مجرد لاعبين ! بينما حالياً فـ تلك الصورة مستحيلة
اليوم وحتى في الأمس القريب لاعب كرة القدم لم يعد يختلف شهرةً ولا شعبيةً عن أبطال هوليوود ونجوم الغناء
بل ولا أبالغ إن قلت أن شعبية بعض لاعبي كرة القدم قد تفوق نجوم السينما والتلفاز . . وتتفوق على غيرهم !
لهذا فإن تصرفات لاعب كرة القدم حتى خارج الملعب أصبحت محسوبة عليه وتحركاته باتت متابعة بشدة
وما ينطبق على الفعل ينطبق كذلك على القول . . فـ تصريحات نجوم الكرة هي أيضاً محسوبة لهم أو عليهم
ليونيل ميسي بطعبه الهادئ وشخصيته الخجولة لا يبدو أنه وجبة دسمة للإعلام خارج الميدان . . ولا يظهر
عليه الكثير من الملاحظات السلوكية والأخلاقية داخل الميدان . رغم أنه ليس مقدس أو منزه عن الخطأ والعيب
ميسي لا يملك الكثير من البطاقات الملونة في رصيدة ولم يسبق له أن توقف عن اللعب بسبب عقوبات أخلاقية
ربما تحدث بعض المناوشات وربما يغضب ميسي وينفعل ويتضايق ؛ ولكن لم يسبق أن وقع في موقف أحدث ضجّة
تبدو مشكلة ميسي العظمى مع الإعلام فيما يتعلق بـ النقاط السلبيّة (بعيداً عن ذكر الإيجابيات) في قضيّة الضرائب
والتي يجهل الكثيرون ماهيتها . . ويتداول المتربصون الأخبار بينهم وكأن ميسي مُدان وكأنه ارتكب جريمة لا تغتفر
في الحقيقة أن مشكلة الضرائب متهم فيها والده - الذي يدير أمواله - والتهمة تتعلق بـ مسألة تهربه من دفع 4 ملايين يورو
مشكلة ميسي في الموضوع هو أن الإتهام موجه له بأنه كان يعلم عن نشاطات والده وتهربه ! بينما ميسي ينفي ذلك قطعاً .
يقال أن تلك المشكلة هي محاولة لتشوية سمعة ميسي الإعلامية خاصةً وأنها تأتي من مدريد . . كـ عدة اتهامات أخرى قبلها
من متاجرة المخدرات مروراً بـ تعاطي المنشطات وانتهاءً عند هذه ؛ كلها يُرد عليها سريعاً بين النفي والبراءة دون إثبات !
ما أريد قوله وإيصاله أن سجل ميسي الإعلامي من الناحية السلبية لا يبدو أنه يثير جدلاً ؛ فلا أخلاقه داخل الملعب ولا تصرفاته
خارج الميدان تعطي الكثير من الإعلاميين الفرصة وتعطي الكثير من الأقلام الضوء الأخضر للحديث عنه والنقد عليه والتقليل منه
في الجانب الآخر يبدو أن كريستيانو ليس الرجل الذي يتمالك أعصابه ولا اللاعب الذي يزن كلماته ويحسب حساب حروفه . .
لهذا نجد أنه في الكثير من التصريحات يحدث جدلاً واسعاً ؛ وتأتي ردود الأفعال نحوه بشكل عكسي ربما يفوق فعله الأول !!
حين صرخت الجماهير وهتفت بـ اسم " ميسي ميسي " أمامه . . خرج في تصريح مثير للجدل وقال أن الجمهور يردد هذا
لأنهم يغارون منه فـ هو غني ووسيم ! هذا التصريح أثار ضجة كبيرة وأثر كثيراً على سمعة كريستيانو وهيبته وقيمته أمام الجمهور
كذلك كريستيانو بعد الخروج من اليورو . . قال أنني خرجت من نصف النهائي بينما ميسي خرج من مبكراً على أرضه ! كان
تصريحاً لا قيمة له ولا فائدة منه ؛ بحث فيها عن التقليل من منافسه وما علم أنه لم يقلل إلا من نفسه ! ظهر هذا جلياً في 2014 .
التصريحات المثيرة للجدل لا تقف عند هذا الحد ؛ وكذلك أفعاله داخل الميدان وخارجه . . كريستيانو تحصل على العديد من البطاقات
الحمراء خلال مسيرته . . ونال الكثير من الإيقافات على أثرها . . وكذلك " نجى " من البعض منها بين تساهل الحكم أو تغاضيه وجهله
قرأت تغريدة لأحد الأجانب يقول : " نحن لا نقول أنه بلنتيانو بسبب كثرة ركلات الجزاء ولكن بسبب هوسه بالبحث عنها " .
تعليق كان في غاية الدقة وفي منتهى الروعة ؛ جسّد من خلالها الفكرة التي تغيب أو تغيّب عن الكثير من المتابعين والمشاهدين
كريستيانو يضغط على الحكام من أجل الحصول على ركلات جزاء . . و " يمثّل" ويتساقط في كرة مرة بحثاً عن تنفيذها !
هذا الأمر يعيب اللاعب لا يميّزه . . وغاية التسجيل لا تبررها وسيلة التمثيل ولا أسلوب الضغط والصراخ والإصرار عليها
في اليوتيوب نجد أن هناك الكثير من الفيديوهات التي تشير إلى تمثيل كريستيانو واصفينه بـ " السباح " أو " السباحة " . .
في حين أننا نجد أن هناك الكثير من الفيديوهات التي تشيد بـ ميسي وأنه ليس اللاعب الذي يفضّل السقوط بل يحب الإستمرار
( عرش الأفضليّة )
لدي قناعة أن كريستيانو ليس نجماً بل كوكب . . ولكني مؤمن أن ليونيل ميسي " مجرّة " في هذا الكون !!
لن أعيد حديثي في بداية الموضوع عن احتكار الاثنين للأفضلية في هذا العصر . . لكن سـ أدخل في شقه الثاني
لا أبدو مقتنعاً بـ أفضلية كريستيانو المطلقة على ليونيل ميسي . . نعم هو يتفوق ببعض المزايا وبعض المعايير
ونعم هو قد يتفوق في بعض الجولات وبعض الأسابيع وبعض الأوقات . . ولكن الأفضلية المطلقة شيء آخر مختلف
المقاييس والأحكام لا تكون أبداً عمياء ولا عامة ولا من خلال المشهد الأخير . . المقاييس والأحكام تحتاج إلى
الكثير من التفاصيل والكثير من المقاييس والمعايير لتتم المقارنة بشكل عادل ويتم التفضيل بشكل منصف . .
من يفوز بـ الجائزة الموسمية للأفضل . . فلا يعني بالضرورة أنه قد تساوى في الجهد والنجاحات والمقدار والعطاء
مع من سبقه من الفائزين ولا مع من سـ يلحقه من المتوّجين ! فـ من يفوز بها بعد سداسية ليس كمن يتوج بها دون لقب
حتى ميسي نفسه خلال المواسم الأربع العظيمة والتي توج من خلالها بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم
نجد أنها متساوية في القيمة لكن مختلفة في التفاصيل والمضمون . فـ لكلٍ منها حكاية ورواية مغايرة عن الأخرى !
لم أسمع يوماً (وربما العيب فيني) من الشخصيات الرياضية المعتبرة أو الصحف ذات القيمة ؛ من يصنف كريستيانو
على أنه ضمن أفضل اللاعبين في التاريخ وأنه يزاحم العظماء مثل بيليه ومارادونا وغيرهم من الأساطير العظيمة . .
الإشادات الكبيرة التي يستحقها كريستيانو وتأتي إليه . . هي تفضيله على من سواه في العالم من خلال تقديمه لموسم مميّز
بينما في المقابل نجد أن ليونيل ميسي قد تجاوز هذه المرحلة منذ سنوات . . وباتت مكانته التاريخية محفوظة رغم أنها لم تكتمل
في الإعلام (بما في ذلك الصحف المدريدية) من خلال التصويت أو العناوين . . فإن ميسي دائماً ما يكون حاضراً في الأفضلية
سواءً في التشكيل التاريخي أو ضمن اختيارات أفضل لاعبي التاريخ أو من خلال عناوين الصحف والمواقع الرياضية الكبرى
الأمر لا يتعلق بالإعلام فقط . . حتى السير أليكس فيرجسون (الذي درب كريستيانو والذي صقل موهبته وأظهره للعالم) يصنف
ميسي بأنه " الأفضل في زمانه كما دي ستيفانو وكرويف " . . بينما قال عن كريستيانو بأنه " أفضل لاعب قام بـ تدريبه " !!
نذكر أن مسيرة مارادونا (الذي أعتبره على عرش لاعبي كرة القدم) لم تكن سيادته للأفضلية دائمة كل يوم وكل جولة وكل موسم
فلاشك أن هناك من تفوق على دييغو في لحظات . . ولكن تلك السيادة كانت أشمل من أفضلية وقت وأعم من تفضيل عام أو اثنين
في عصر مارادونا كان الأسطورة الفرنسية بلاتيني حاضراً وحقق (3) كرات ذهبية في ثلاث مواسم متتالية بحضرة الأرجنتيني !
نعم لم يكن اللاعب الغير أوروبي يدخل ضمن حسابات الأفضلية . . لكن كرات الذهب تلك لم تشفع لميشيل بحصد سيادة ذلك العصر
مارادونا كان بطل العالم وأغلى لاعب وكان الهداف التاريخي للأرجنتين وعاش سنوات ذهبية مع نابولي . . لكن الزمن غيّر الكثير
من ملامح الماضي وتفاصيله وأرقامه . . ومع ذلك ظلّ دييغو عظيماً ولم تتغيّر مكانته ؛ لأن عظمته ليست حكراً على رقمٍ قد يُكسر !
كلوزه حطّم رقم الظاهرة رونالدو . . وبات الهداف التاريخي لكأس العالم وأحد أنجح من يشارك في البطولة ؛ حيث شارك 4 مرّات
وحقق 4 ميداليات . . اثنتين برونزية وواحدة فضية وأخرى ذهبية وبـ جانب العديد من الأرقام القياسية ! لكنه لم ولن يُفضّل على الظاهرة
( الأرقام القياسية )
لكلٍ من الأرجنتيني والبرتغالي تاريخ يحوي الكثير من الأرقام القياسيّة . . تختلف في تفاصيلها ونتفق على كونها لا تأتي إلا من كبار
لكن حتى في الأرقام القياسيّة . . كلما تعمّقنا في التفاصيل فإننا نستطيع أن نحكم على الأمر بـ طريقة أعدل بعيداً عن الرقم النهائي !
باعتقادي الشخصي المتواضع أن هناك (6) أرقام قياسيّة يملكها ميسي . . كفيلة بأن تلغي جميع الأرقام القياسية الأخرى لديه ولدى غيره
- تحقيق (4) كرات ذهبية .
- تحقيق أعلى نسبة تصويت في تاريخ جائزة أفضل لاعب في العالم .
- تحقيق أعلى نسبة تصويت في تاريخ الكرة الذهبية من فرانس فوتبول .
- تحقيق أعلى معدل نقاط في جائزة الحذاء الذهبي (50 هدف) في الدوري .
- أفضل معدل تهديفي في آخر 25 سنة .
- التواجد (7) مرات متتالية ضمن المرشحين الثلاثة لأفضل لاعب في العالم .
اخترت هذه القائمة ؛ لأوفر على نفسي ذكر الكثير من الأرقام القياسية الأخرى لدى الأرجنتيني وعند البرتغالي . . فـ ما كُتب أعلاه
كفيل بأن يعطي لميسي سيادة لا مثيل لها . . بين إجماع شبة تام على أفضليته وبين الاستمرارية العظيمة التي لا تعطي أي مجال للشك
الأرقام القياسية الأخرى التي يملكانها . . لا تعني أنها غير معتبره وأنها ليست عظيمة ولا تأتي من جهود كبيرة وتراكمات على مدى طويل
لكن اعتباراتها لا يُقارن بـ ما كُتب أعلاه . . وفي النهاية سـ تظل الأرقام محفوظة في سجلات التاريخ . . حتى يأتي من يغيّرها ولو بعد حين
بعيداً عن الكم . . أحب التطرق إلى الكيف في مثال بسيط يوضح فكرتي الأساسيّة للدخول في التفاصيل وضرورتها . . حيث يتبيّن الفارق
في جماليّة ما كُتب وروعة ما يتم تحقيقه . سـ أتحدث عن إنجاز تسجيل الأهداف على كل أندية الليغا في موسم واحد (حيث نجح الإثنان بذلك)
لكن حين ندخل في التفاصيل سـ نجد أن كريستيانو قام بذلك بشكل عشوائي من خلال الـ 38 جولة ؛ إذ أنه إن لم يسجل ذهاباً فهو يسجل إياباً .
لكن ميسي قام بالإنجاز ذاته بطريقة أجمل . . فـ سجّل على جميع أندية الليغا " بشكل متتالي " في 19 جولة ! المحصلة واحدة لكن الطريقة تختلف
كذلك كريستيانو يملك في تاريخه (29) هاتريك وميسي يملك في رصيده (29) هاتريك . ولكن تفاصيلها المكتوبة ( في التغريدة هنا )
تشير إلى أنه حين نجرّد ركلات الجزاء منهما فإن كريستيانو سيكون لديه (16) هاتريك فقط . . بينما ليونيل سيملك (21) هاتريك !
في دوري الأبطال كلا الاثنان يقتربان من كسر رقم راؤول القياسي وأنها مسألة وقت لا أكثر . لكن الفارق حين ندخل في التفاصيل سـ نجد
أن ميسي سجل (68) هدف في (88) مباراة . . بينما كريستيانو سجل (70) هدف في (111) مباراة ! معدل ميسي التهديفي هو الأفضل . .
بالمقابل وفي بطولة الليغا . . ميسي يقترب كثيراً لأن يكون الهداف التاريخي للبطولة ؛ لكن حين ندخل في التفاصيل سـ نجد أن كريستيانو
يملك المعدل التهديفي الأفضل في إسبانيا . . بـ معدل أكثر من هدف لكل مباراة ! وهذا شيء يعطيه الكثير من التميّز وبطريقة أكثر عدلاً .
المقصد من الحديث أعلاه أن الدخول في التفاصيل ضروري للحكم على اللاعبين بطريقة عادلة . . التفاصيل في كل شيء لا الأرقام فقط !
لا يهم ما سـ تكون عليه النتائج المهم أن يكون المقياس عادلاً لا انتقائياً ولا مفصّلاً لاختيار نتيجة ينتظرها القلب ولا يرضى عنها عقل ولا منطق .
وبالحديث عن الأرقام القياسية (رغم أنه أمر خارج عن الحكم الميداني) ولكن على المستوى الإقتصادي والإداري فإن ميسي هو الأعلى أجراً
والأكثر دخلاً والأغلى قيمةً . . وفقاً للعديد من المواقع العالمية المعتبره سواءً في الشأن الرياضي أو في الشأن المادي وبـ لغة المال والأعمال .
( البطولات والإنجازات )
إحدى أبرز المعايير التي تقاس بها الأفضلية . . هي " المحصلة " . هذا المعيار الهام والذي ظلم العديد من لاعبي كرة القدم عبر التاريخ
ولكن بعض اللاعبين الأساطير (وهم قلائل) امتلكوا مزايا أخرى عالية جداً . . جعلت انخفاض وتواضع هذا المعيار غير مؤثر على الحُكم !
وفي موضوعنا هذا ومقارنتنا هذه . . فـ إن بطولات وإنجازات ليونيل ميسي تبدو أكبر بشكل ملحوظ من تلك التي عند البرتغالي كريستيانو . .
(23) بطولة في تاريخ ليونيل (21) مع النادي وبطولتين مع المنتخب ! مقابل (14) بطولة لكريستيانو كلها مع النادي ولا شيء مع المنتخب
كما أن ميسي حقق (6) بطولات في موسم امتاز بالكمال . . وموسم آخر لحقه بـ تحقيق (5) ألقاب ! في حين أن أفضل ما سـ يحققه كريستيانو
في عام واحد . . هو إنجاز هذا العام بـ تحقيق (الرباعيّة) ؛ بعد أن خسر السوبر أمام الأتليتكو وخسر الليغا من الفريق نفسه بعد أن أنهاها ثالثاً !
الكثير من المدريديين (الكارهين لأفضلية ليو) علّقوا تلك الأفضلية التاريخية ووضعوها رهينةً الفوز بالميدالية الذهبية لكأس العالم . . ورغم
أن ميسي نال الفضيّة وحصد الوصافة (في وقت خرج كريستيانو من دور المجموعات) . . إلا أنه وبعد شهرين فقط بات البرتغالي أفضل ؟!
الأمر مشابه لمن فضّل شنايدر على تشافي وإنييستا بعد ثلاثيّة الإنتر . . لكن المونديال في نفس العام والأبطال بعد عام ثم اليورو بعد عامين . .
كان كفيلاً بإثبات من الأفضل . . وأنه قد تكون هناك أفضليّة موسمية لأحدهما على الآخر . . ولكن الأفضلية المطلقة لا تقيّد بفترة ولا ترتبط بعام
التوهج الذي يعيشه كريستيانو حالياً وغيمة الأهداف التي يُمطرها في شباك الخصوم والطفرة الرقمية التي يشهدها في الفترة الحالية . . لا تزال
حتى الآن لم تعطي أي نتائج . . فـ قد يُنهي الموسم دون أن يحصد الهداف ودون أن يتوج بأي لقب ودون أن يفوز بأي إنجاز ؟! لا أحد يعلم . .
في سنة (2014) التي يرى الكثيرون أنها أعظم سنوات كريستيانو من جميع النواحي . . لا يبدو أنها تقارن بـ أحدى سنوات ميسي العظيمة ؛ فـ رقمياً
هو وصل إلى 45 هدف وفي نفس الفترة قبل عامين كان ميسي يقترب من هدفه الـ 70 . وبالبطولات أقصى ما سيحققه أقل ممن ليس الأعظم عند ليو
فـ إذا كان كريستيانو لم يصل إلى ذروة ميسي ولا إنجازات ليونيل ولا أرقامه القياسية . . فـ إن أفضليته الموسمية (وإن تعددت) كفيلة بـ إنصاف جهوده
أما أفضليته المطلقة . . فلا يمكن بعد كل هذا أن يُقبل بها ؛ بل سـ تظل مرفوضةً في الحاضر بناءً على الأمس حتى اليوم . . ومجهولةً في المستقبل المجهول !
( الختام )
بالإمكان أن يكون الموضوع أطوع وأشمل وأدق مما كتب أعلاه بـ تواضع . . ولكن الفكرة لم تكن لسرد التفاصيل
ولكن للحث على البحث عن التفاصيل والحكم بعد الرؤية والإطلاع على التفاصيل وبعد أخذ التصور الكامل والشامل
مؤمن بأن مثل هذه المواضيع لا تأتي بـ نتيجة ولا تغيّر من القناعات . . ولكن لأني أحب أن تكون وجهات النظر
أياً كان موقفي منها . . مقنعة ؛ وليست مبنية على العواطف والآهواء وتكون العقول أسيرة لأحكام القلوب . .
ما كُتب أعلاه كان على عُجالة . . ولم يكن بـ تروي ؛ ولكن من أجل ما لُوّن بالأحمر . . تم الاختصار والاستعجال
فـ عذراً إن قصرت وعذراً إن اخطأت وعذراً إن لم يكن على قدر التطلعات وعلى ما كان يُنتظر ويتوقع أن يكون
،،
،
،،
،
أخــوكم / سعـــود !