-
-
-
" بـدايـةٌ . . هــي الأعــظـم "
( أكان يحيي بـ القدوم . . أم يُلوّح بـ الرحيل ؟ )
بـ كثيرٍ من الطموحات والأحلام . . بدأ تيتو مهمّته بـ تدريب نادي برشلونة " رسمياً " !!
بعد أن خلف صديق عمره غوارديولا . . ليتحوّل من " مساعدٍ يستشار " إلى متخذٍ للقرار
وقد كانت أبرز أسباب تولي فيلانوفا للمهمّة ؛ هي رغبة إدارة برشلونة بـ أن لا تتأثر تلك
الفلسفة وذلك الأسلوب الذي غرسه بيب في الفريق ؛ وحصد ثمارها في 4 مواسم تاريخيّة
في البدايات . . كان تيتو على العهد والوعد ؛ وعلى مستوى التطلعات والآمال المعقودة عليه
حيث الاستمرار بـ تحقيق النتائج الإيجابية والمستويات العظيمة وكسر الارقام وتحقيق الصدارة
في " نصف أول " تاريخي على المستوى القارّي وليس المحلي فقط ؛ حقق بارسا تيتو إنجاز
الفوز بـ 17 من أصل 18 جولة وتعادل وحيد ضد ريال مدريد (بظروف اللعب بدون قلبي دفاع)
وفي دوري الأبطال . . حقق البارسا الصدارة - كالعادة - في مجموعة لا تبدو حديدية ولكنها
أيضاً ليست سهلة على الإطلاق ؛ على الأقل . . ليست وهي تضم " بنفيكا " و " سيلتيك " .
" عـودة المـرض . . وبـدايـة النهـاية "
في مؤتمر صحفي . . وخبر عاجل / المرض الخبيث يعود إلى فيلانوفا ! كان خبراً قاسياً . .
على الإدارة وعلى الفريق وعلى المساعدين وعلى الجماهير وعلى عائلته وعلى تيتو نفسه
النادي بـ رئاسة وقيادة ساندرو روسيل . . أظهر دعمه الكامل لـ تيتو ؛ كما أعلن عن تولي
مساعده " رورا " مهمة تدريب الفريق ؛ خلال فترة علاج تيتو في " نيويورك " لشهرين !!
حينها بدأت نتائج الفريق تتراجع ؛ وأداء الفريق يتراجع بشكل ملحوظ . . كما كان التأثير النفسي
ينعكس بوضوح على الجانب الفني ! رغم إشاعة أن تيتو يتابع تدريبات الفريق عبر غرفة خاصة
في الليغا . . كان ريال مدريد منافس " بعيد " عن برشلونة ؛ وهذا ما أعطى نوعاً من الاطمئنان !!
فـ رصيد برشلونة العظيم في الدور الأول ؛ جعل تعثرات الدور الثاني غير مؤثرة على صدارته . .
أما في دوري الأبطال . . فـ برشلونة بدأ مهمّة وتحديات دور الـ 16 بخسارة قاسية ضد الميلان
وأنا هنا لا أتحدث عن ميلان ساكي ؛ ولا ميلان آنشيلوتي ؛ ولا أقلل من اجتهاد ميلان آليغري . .
ولكن ورقيّاً . . كان حُلُم الميلاني أن يخرج بخسارة مشرّفة في أفضل الأحوال ؛ أمام كتيبة مرعبة
تُرى بـ أنها " جاهزة " لخوض التحدي . . فـ كان أول اختبار يفشل فيه البارسا " بدون مدربه "
ورغم عودة البارسا إياباً . . بـ " رباعيّة تاريخيّة " أظهرت فارق الإمكانيات بين عناصر الناديين
وأوضحت اتحاد الفريق . . وعكست حقيقة وواقع ما قاله كرويف : " لا يهزم البارسا . . إلا البارسا "
كان فوز وانتصار " معنوي " عظيم . . فـ قبل المباراة ؛ قرر تشافي وبويول قائدي البارسا أن يجتمع
أعضاء الفريق في إحدى مطاعم المدينة . . في محاولة لإظهار روح الجماعة ؛ وتحفيز وتشجيع الفريق
كما يقال أن تشافي كان له دور تكتيكي كبير في المباراة ؛ حيث حاول أن يشرح للزملاء مهامهم الميدانية
وأخيراً . . لا ننسى رسالة تيتو من نيويورك ؛ حيث دعمهم وقال : " سـ أكون معكم في الدور القادم " .
ضريبة المرض . . لم تكن مجرّد " معاناة " أمام الميلان ؛ ولكنها كانت " السقوط " والخروج على
يد ريال مدريد في كأس ملك إسبانيا . . والأقسى أن تحسم الأمور في الكامب نو . . وبـ " ثلاثيّة " !!
قبل أن يخوض الفريق مباراة الدور الثاني من بطولة الليغا ؛ ضد ريال مدريد " إياباً " في البيرنابيو
وتسجيل خسارة جديدة . . مع فريق لعب " بلا حافز " و " بلا روح " و " بلا جديّة " و " بلا مدرب "
" عــاد . . بـ نصف الراحل !! "
عقلٌ في " برشلونة " . . يدرب ويتابع ويحلل ويحفّز ويقرر ويختار ويشاهد ويترقب !
و قلبٌ في " نيويورك " . . ينتظر مواعيد المراجعة ؛ ونتائج التحاليل ؛ وآراء الأطبّاء !
عاد تيتو ليعطي دفعة " معنويّة " كبيرة لعناصر برشلونة ؛ لكنه لم يعد يعطي تلك الإضافة
التكتيكيّة الكبيرة . . أصبح يلعب بـ تشكيل (شبه ثابت) ؛ لا يتغيّر إلا لـ إراحة أو أيقاف !
ورغم أن نتائج الفريق لم تكن سيئة وكارثيّة بعد عودة تيتو ؛ لكن البصمة التكتيكية لم تكن
كبيرة ؛ إن كانت حاضرة أصلاً ! حيث نشاهد أن الأمر يعود بشكل كبير إلى امكانيات العناصر
وحتى نكون أكثر صراحة . . الجهود ( الميسيّة ) كانت هي المنقذة والمسعفة لتيتو وفريقه !
البارسا يتقدم على باريس بـ هدف ليو . . ليخرج ؛ ويعجز البارسا بعدها عن الفوز والانتصار
وإياباً . . وعلى ملعب الكامب نو ؛ كان الأداء متواضعاً ! نعم جسد تيتو حاضراً . . ولكن العقل
مشوّش ؛ والقلب منقسم ؛ والفكر تائه . . بين أداء العمل ؛ وأموره الشخصيّة ؛ وحالته الصحيّة
باريس يتقدم بـ هدف ويقدم أداء مُميّز وانضباط تكتيكي عالي ؛ أوضح مكامن الخلل عند الكتلان
لـ يجازف ليو ميسي بالدخول ؛ ويتراجع البارسيين عن الهجوم ؛ ويصنع الأرجنتيني فارقاً كالعادة
تأهل البارسا من باريس . . و وصل إلى نصف نهائي الأبطال للمرّة " السادسة " على التوالي !!
وما يحول بينه وبين حلم النهائي في " ويمبلي " . . ذكرى الكأس الأولى والرابعة ؛ هي (البايرن)
البايرن بـ فريقه الجاهز ؛ وعناصره المنسجمة ؛ وفريقه الصلب ؛ ومدربه المحنّك ؛ وبنيته القويّة
في مواجهة بارسا مهزوز ؛ مليئ بالإصابات ؛ ومشتت ذهنياً ؛ وضعيف جسمانياً ؛ ومتراجع بدنياً !
انتهت اللقاء . . بـ خسارة قاسيّة ؛ ورباعيّة تاريخيّة في شباك فالديس . . وبعيداً عن جدل التحكيم !
البايرن قدم واحدة من أعظم مبارياته في دوري الأبطال ؛ والعكس تماماً مع برشلونة . . العكس تماماً
ليخرج والد ميسي غاضباً بعد اللقاء ؛ ويصرّح باستنكار : كيف يشرك المدرب ميسي وهو غير جاهز ؟
ما يعكس حقيقة " تخبّط " تيتو الذي يؤمن أن ميسي هو المنقذ ؛ بعيداً عن التفكير والتعقيد والتجهيز !
لحظة . . استذكرت فيها موقف عظيم ؛ وتحديداً لقاء برشلونة وإنترميلان - إياب دور المجموعات -
حين غاب ميسي وإبراهيموفيتش عن الفريق ؛ ومع ذلك استطاع غوارديولا الفوز بـ " هدفين نظيفين "
كان لقاء لا يثبت فقط " عبقريّة غوارديولا " ولكن يثبت أيضاً أن البارسا يملك عناصر قادرة على أن
تعوض غياب ميسي ؛ وإن بدى الأمر صعباً ومعقداً ومن أشباه المستحيلات ! لكنه واقع تؤكده الحقائق
الإياب . . كتبت فيه نهاية مؤسفة للبارسا وخروج مذل من الأبطال ؛ بـ " ثلاثيّة نظيفة " في الكامب نو
في لقاء لم يظهر فيه " تيتو " جديّة العودة . . وفي مباراة استسلم فيها فيلانوفا ؛ بـ إبقاء ميسي خارجاً
" وأخــيــراً . . يــأتــي الحــصــاد "
وجوائز شخصيّة . . ميسي الهداف وأفضل لاعب ؛ وإنييستا أفضل صانع للأهداف في الدوري . .
عندما نتحدث عن دور أوّل . . كان الأعظم ؛ وبداية هي الأعظم . . فـ من العدل أن تكون النهاية كذلك
برشلونة يُنهي الليغا . . بـ أرقام قياسيّة ؛ وإنجازات عظيمة ؛ وتتويج تاريخي آخر . . يضاف لهم !!
ليغا . . كان عدلاً أن يفوز بها البارسا ؛ وأن يتوّج بها تيتو . . الذي قدم بصمة ودور عظيم فيها .
لكنها في الحقيقة . . كانت " فرحتها منقوصة " ؛ لم تكن الأفراح هستيريّة ؛ ولا الفخر عظيماً جداً .
إحدى أبرز الأسباب . . أنه قد كان بالإمكان أفضل بـ كثير ممّا كان ! فـ نتائج الدور الأول ؛ كان يمكن
بالحفاظ " التقريبي " على نتائجه ومستوياته . . أن يعطي للبارسا أكثر من 110 نقاط !! وليست 100
كذلك الخروج المذل من " الأبطال " . . أثّر بعض الشيء على لذّة التتويج ؛ وطعم الإنجاز وحلاوته .
لكنه إجمالاً ( بعيداً عن كل الظروف التي مرّ بها الفريق ) سـ يظل الإنجاز الأعظم في تاريخ النادي !
سـ يذكر التاريخ أن البارسا عادل رقم ريال مدريد القياسي ؛ بعد " موسم واحد فقط " من إنجازهم . .
سينسى المستويات ويتجاهل الظروف ويُغيّب التفاصيل . . ويذكر فقط ( تيتو - البارسا - 100 نقطة )
" نهــاية عـظـيـمة ؟ ! بل كانت مـؤثـرة "
كثير من عشّاق البارسا (وأنا منهم) كان ضد فكرة استمرار تيتو فيلانوفا مُدرباً للبارسا . . الأمر لم يكن
متعلّقاً بـ الأمور التكتيكيّة والفنيّة ؛ بقدر العلم بـ أنه ليس للإنسان قلبين ولا عقلين ولا جسدين ولا حياتين
التاريخ يُعيد نفسه . . حين نتحدث عن المدرب الأسطوري والهولندي العظيم ( يوهان كرويف ) الذي توقف
عن التدريب ؛ بعد إصابته بـ أزمة قلبيّة . . نصحه الأطباء بـ التوقف والابتعاد عن كرة القدم . . والتدخين !!
ورغم أن اختلاف الحالة والمرض بين تيتو وكرويف ؛ إلا أن النتائج سـ تكون واحدة في النهاية . . وهي
العجز عن قيادة الفريق بـ نسبة 100% وهذا ما صرّح به يوهان وما نصح به كرويف تيتو في وقت سابق
الأمور والنتائج من نيويورك تبشّر بتحسّن حالة تيتو ؛ وكذلك حال نتائج المراجعة المستمره وبشكل أسبوعي
ما جعل " تيتو " يبدأ الموسم ؛ بـ حماس ورغبة كبيرة بالتعويض عمّا فات ؛ والتركيز على القادم بـ كل قوّة !!
وبعد أيّام قليلة . . من بدأ الحصص التدريبيّة والاستعدادت الموسميّة للفريق الكتلوني ؛ يتفاجئ الجميع بإلغاء
التدريبات المسائية لـ يوم الجمعة (19/7/2013) التاريخ الذي لم ولن ينساه البرشلوني . . ولا برشلونة !
وبـ الإعلان عن مؤتمر صحفي عاجل سـ يقيمه نادي برشلونة عبر متحدثه الرئيس ساندرو روسيل . .
يبدأ المؤتمر الصحفي فعلاً . . بـ " كلمات مؤثرة " عنوانها ومضمونها باختصار : ( وداعاً تيتو فيلانوفا )
كانت " نهاية " مؤثرة . . مؤسفة ! تُنهي أحلام المدرّب الشاب . . وتؤكد أن المرض لم يُقتل بعد ؛ وأن
المعركة لا تزال مستمرّه . . أبرز ضحاياها ؛ أن ترك عالم التدريب . . وعاد مُجدداً لساحة القتال والحرب
في لحظة . . وقف لها المُشجع ؛ بـ اختلاف أصله وميوله وجنسه ودينه وعقيدته . . متمنيّاً الشفاء لتيتو
وآملاً أن ينتصر في تلك المعركة . . ما يعكس واقع أن كرة القدم ؛ ليست مجرّد جلدٍ منفوخٍٍ يُركل بالأقدام
. . .
شــكــراً . .
بـ قدر الألم . .
بـ قدر العمل . .
وبـ قدر الإجتهاد !
شــكــراً . .
على تلك الأيـام . .
على تلك الليغـا . .
وعلى تلك الـ 100 !
شــكــراً . .
في العقل صورتك . .
في القلب ذكـراك . .
وفي التاريخ اسمك !
شــكــراً . .
من مشاهدٍ مُحـق . .
مـن متابعٍ عادل . .
ومن عاشقٍ مُنصف !
شــكــراً . .
و
إلــى لقـــاءٍ قريب !